عادت مع قرار إعادة غلق المحلات التجارية، الكثير من النشاطات التجارية المحظورة بقوة وبطريقة سرية في البيوت، حيث أصبح الزبون وأفراد عائلة مزاولتها، أمام خطر عدوى الوباء. وفي مقدمة هذه النشاطات، الحلاقة، والمتعلقة بالرجال في الغالب، فزيادة عن تهديد كورونا فإن سريتها، جعلت أصحابها يرفعون أسعار خدماتهم. وأدت الحاجة إلى الحلاقين، والطلبات الملحة عليهم من الزبائن الرجال، والشباب الذين لم يحتملوا كثافة شعرهم، إلى عودة هذا النشاط سرا وبقوة، وهو أكثر نشاط حسب ما استطلاعات جمعية التجار وحماية المستهلك، الذي نجح في سريته، ولكنه أكثر خطرا لنشر عدوى كورونا أيضا. ورفع الحلاقون الذين ينشطون سرا في بيوتهم أو داخل محلاتهم المغلقة في الظاهر، شعار مواعيد ب"المعريفة"، حيث يوهم بعضهم زبائنهم، أن قبول استقبالهم، ينطلق من باب "المعريفة"، وب"الوجوه"، مستغلين الفرصة لرفع الأسعار التي وصلت إلى ما بين 1000دج إلى 3000دج ل"التحفيفة". وفي مقابل ذلك، وحسب مصادر مطلعة ل"الشروق"، فإن بعض أصحاب المقاهي والذين خسروا الكثير جراء الحجر المنزلي، وتعليق نشاطهم، نقلوا العتاد الخاص بتحضير القهوة وبعض العصائر والمشروبات والمثلجات، إلى مستودعات سرية في بيوتهم، أو إلى غرف خاصة سيما الذين يعيشون في مناطق مغلقة والأحواش، والفيلات، وهذا بعد الطلبات الملحة عليهم من طرف زبائن لا يستطيعون الصبر على فنجان قهوة مضغوطة "براس". وفي جولة استطلاعية بالعاصمة، لاحظنا أن الكثير من محلات بيع الألبسة زاولت نشاطها، رغم أنها ممنوعة من ذلك، وتتواجد هذه المحلات في بعض الأحياء الخفية، ويدخلها الزبائن من دون احترام إجراءات الوقاية من عدوى الوباء، ورغم الدعوات المتكررة لأصحاب المساحات التجارية الكبرى، فإن الكثير منها، حسب استطلاعنا، لا يحترم التباعد الاجتماعي، وتعليمة دخول زبونين فقط. في هذا السياق، قال مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، إن الحلاقة السرية تنذر بانتشار كورونا، بالنظر إلى عودتها القوية سرا، وقال إن المشكل يتعلق بعدم احترام أصحابها استقبال زبونين أو زبون فقط، وهذا لا يمكن ضمانه، وأكد أن التقارير التي وصلت إلى الجمعية، كشفت أن الحلاقة السرية تعرف رفع سعر الخدمة، ووصل ثمن حلاقة شعر الرأس أو اللحية إلى 3000دج أحيانا، في حين أن الأسعار التي يعتمدها الكثير من الحلاقين السريين، تتراوح بين 1000دج و2000دج. وأوضح، أن الحلاقة السرية متاحة لجميع أصحابها، بالنظر إلى الوسائل البسيطة التي يستعملونها في حرفتهم، ورغم أنه يخدم جانبا إيجابيا للزبون، في حال استقبال هذا الأخير لوحده دون غيره، إلا أن العدوى تبقى ممكنة. وحذرت منظمة حماية وإرشاد المستهلك من تجارة الألبسة والتي عاد الكثير من أصحابها إلى نشاطهم، بفتح محلاتهم في بعض المناطق والأحياء، وخاصة أن التهافت من طرف المستهلك دون احترام إجراءات الوقاية، لا يزال يطبع يوميات الجزائريين.