أعلن الكرملين أمس السبت في بيان له أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما يعلق تطبيق روسيا معاهدة الحد من انتشار الأسلحة التقليدية في أوروبا, وأوضح مكتب الكرملين أن المرسوم ينص على "تعليق تطبيق اتحاد روسيا معاهدة القوات التقليدية في أوروبا والاتفاقات الدولية المرتبة عنها", التي تحد الأسلحة الثقيلة المنتشرة بين منطقة المحيط الأطلسي وجبال الأورال. وأوضح ملحق بالمرسوم نشرته وكالة ريا نوفوستي أن روسيا اتخذت هذا القرار بسبب رفض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي المصادقة على صيغة "معدلة" من تلك المعاهدة عام 1999 في اسطنبول, كما يعلق مشاركتها "طالما لم تصادق الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي على اتفاق التعديل ولا تبدأ في تطبيق تلك الوثيقة عن حسن نية", مضيفا أن المرسوم يدخل حيز التنفيذ يوم توقيعه. ويكلف المرسوم الوزارة بابلاغ الدول المعنية وينص على تعليق روسيا مشاركتها في المعاهدة في غضون 150 يوما بعد تلقي هذه الدول المعلومة التي أرسلت السبت. ودخل المرسوم حيز التنفيذ من يوم الجمعة, وبذلك فان الروس سيتوقفون عمليا بموجب ذلك عن تزويد الحلف الأطلسي بالمعلومات بشأن قواتهم التقليدية وأنهم سيرفضون عمليات المراقبة، على ما أوضحت وزارة الخارجية. للإشارة تنص المعاهدة المبرمة في 19 من نوفمبر 1990 في باريس بين حلف الأطلسي وحلف وارسو والتي دخلت حيز التطبيق عام 1992، جرى تعديلها عام 1999 في اسطنبول للأخذ بالاعتبار انهيار الاتحاد السوفياتي ومعاهدة وارسو, حيث كان هدف المعاهدة الأول، عندما كانت المواجهة بين الشرق والغرب توشك على نهايتها، الحد من قدرات كافة الأطراف على شن هجوم مفاجئ أو المبادرة بعمليات هجومية واسعة النطاق. لكن معاهدة القوات التقليدية في أوروبا لم تدخل بعد قيد التنفيذ في صيغتها المعدلة بسبب اختلافات بين الحلف الأطلسي وروسيا حيث رفضت الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي المصادقة على صيغة جديدة طالما لم تسحب روسيا قواتها من جورجيا ومولدافيا طبقا لالتزامات قطعتها في اسطنبول, مع العلم أن روسيا صادقت على المعاهدة المعدلة عام 2004. وفي أول رد فعل من الاتحاد الأوروبي اعتبر الحلف الأطلسي على لسان المتحدث باسم الحلف في بروكسل جيمس ابارتوراي, أن تعليق روسيا تطبيق معاهدة القوات التقليدية في أوروبا التي تحد من انتشار الأسلحة، "مخيبا للآمال"، انه يشكل خطوة للوراء لان هذه المعاهدة تعد بالنسبة للحلفاء في الحلف الأطلسي أساسا هاما للأمن والاستقرار في أوروبا. وكانت روسيا هددت مرارا بالانسحاب من تلك المعاهدة بسبب اقتراب الانتشار العسكري الأمريكي من حدودها والمتمثل خصوصا في مشروع نشر الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في أوروبا, حيث هدد الرئيس الروسي بوتين في خطابه السنوي للأمة في أفريل الماضي بتجميد مشاركة روسيا في ذاك الاتفاق. القسم الدولي/ ا ف ب