استمع قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد إلى ساعة متأخرة من الأحد للإخوة الثلاثة كونيناف في قضايا فساد، تتعلق باستغلال النفوذ، وتحويل عقارات وامتيازات وعدم الوفاء بالالتزامات التعاقدية في مشاريع عمومية والاستفادة من صفقات عن طريق التراضي، وهي القضايا التي جرّت كل من الوزير الأول السابق عبد المالك سلال ووزير الموارد المائية السابق والوزيرة السابقة للبريد وتكنولوجيات الاتصال هدى فرعون. قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد استمع للإخوة كونيناف في الموضوع بعد الاستماع الأول، ومن المنتظر أن يتم تحويل ملفهم إلى قسم البرمجة بذات المحكمة، موازاة مع استكمال التحقيق من طرف المستشار المحقق لدى المحكمة العليا. والمعروف عن الإخوة كونيناف، رضا، كريم، عبد القادر، طارق المالكين لمجمع "كو جي سي"، أنهم كانوا من المقربين من محيط الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة وشقيقه السعيد، الأمر الذي مكنهم من نسج علاقات واسعة ونفوذ كبير مكنهم من الحصول على مشاريع وصفقات ضخمة، وشركات عمومية على غرار "سوجيديا للزيوت"، ناهيك عن إنجاز العديد من المستشفيات، السدود والموانئ وغيرها من المشاريع الكبرى المتعلقة بمجال الاستيراد والتصدير، حيث أنجزت العديد من المنشآت بالجنوب الجزائري، البعض منها لفائدة شركات أجنبية كالشركة الأمريكية "Mobil". وقد جر الإخوة كونيناف كل من الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، بصفته وزيرا سابقا للموارد المائية وخلفه في الوزارة، اللذين يخضعان للتحقيق من طرف المستشار المحقق لدى المحكمة العليا، بخصوص مشروع إنجاز قناة جر للمياه الصالحة للشرب من سد بني هارون إلى ولاية باتنة، على مسافة 200 كلم، والذي تم إنجازه من طرف شركة "KOGC" للإخوة كونيناف، بغلاف مالي قدره 1280 مليار سنتيم، إذ أبرمت الصفقة من طرف اللجنة القطاعية برئاسة الأمين العام لوزارة الموارد المائية وتم منحها بالتراضي مع إضافة عدة ملاحق.