تكررت مآسي المهاجرين الجزائريين بضواحي المدن الفرنسية، حيث قضت عائلة جزائرية، تنحدر من ولاية وادي سوف، بكاملها وتحولت إلى جثث متفحمة، في حريق شب بشقتها السكنية، بمنطقة جونفلييه، بضواحي باريس ليلة أول أمس، فيما استبعدت الشرطة الفرنسية فرضية الفعل الإجرامي. وأوضح قنصل الجزائر بنانتير عبد القادر دهندي ل وأج أن الأمر يتعلق بالأب بوهني محمد (49 سنة) والأم زبون نجاة (44 سنة) وأطفالهما جمعة (18 سنة) وسليم (15 سنة) وريان (12 سنة)، ولدوا في مقاطعة أو دو سان، موضحا أن نقل جثامين الضحايا لن يتم "قبل يوم الاثنين المقبل"، حيث سيشيعون إلى مثواهم الأخير في مدينة وادي سوف التي ينحدرون منها. وقد تم نقل جثث الضحايا المتفحمة إلى معهد الطب الشرعي في باريس من أجل إجراء عملية التشريح، فيما ستظهر نتائج العملية صباح اليوم على أقصى تقدير. وأوضح منسق حركة المواطنين الجزائريين في فرنسا، عمر آيت مختار، في اتصال ل"الشروق" أن هذا الحادث يعكس الحالة المتردية التي تتواجد عليها أحياء المهاجرين في ضواحي المدن الفرنسية والتي تتسم بالفقر في غالب الأحيان، وقدم البنايات، رغم أن محافظة أو دو سان تعتبر الأغنى في فرنسا على حد تعبيره، لكن أحياء الجالية الجزائرية لا تعكس ذلك، وقال: "لا تنتظروا أن تكون أحياء الجالية فاخرة كباقي الأحياء رغم أن المحافظة هي الأغنى في فرنسا". وأشار المتحدث إلى أن العديد من الجمعيات الجزائرية في العاصمة باريس أعلنت تضامنها مع العائلة، ضحية الحريق، مشيرا إلى أن فعاليات الجالية ستنظم حملة تبرع لفائدة العائلة وأقاربها في الجزائر، وهذا بالتنسيق مع أحد أقاربها في جونفيلييه، مشيرا إلى أن نداء التضامن سيتم توجيهه عبر إذاعة محلية موجهة إلى المهاجرين. وقد أثار الحادث حالة من الحزن والاستياء الكبير لدى أفراد الجالية الجزائرية بباريس وفرنسا عموما، حيث تحول الحي إلى مقصد لعشرات الجزائريين الذين ألقوا نظرة على مكان الحريق الذي ترك آثاره على العمارة. بلدية الطريفاوي تستعد لاستقبال جثامين الضحايا تلقت عائلة بوهني بالوادي خبر وفاة ابنها وأسرته كالصاعقة، بعدما تكبدت خسائر كبيرة تمثلت في فقدان خمسة من أفرادها في الحريق الذي شب في إحدى العمارات بجان فيلي أود وسان في الطابق الرابع، وأسبابه تبقى مجهولة لحد الآن، حسب خال الأسرة المتوفاة "ع ملوكة"، وعددهم خمسة أفراد منهم الوالد محمد االصالح بوهني من مواليد 1963 يعمل في قسم التصميم والدهون في مؤسسة بيجو الفرنسية لصناعة السيارات منذ سنوات، فيما تعمل زوجته بإحدى المؤسسات الفرنسية حسب ذات المتحدث، والذي أكد استعداد العائلة لاستقبال جثامين الموتى الخمسة خلال هذا الأسبوع بعد استكمال إجراءات نقلهم إلى الجزائر، ومن ثم إلى ولاية الوادي، وبالضبط إلى بلدية الطريفاوي، أين يتم مواراتهم الثرى بحضور كل أفراد عائلة بوهني التي تتركز بالوادي والبياضة والطريفاوي أين باشر خاله عملية تنظيف المنزل الخاص بالعائلة والذي كانت تسكن فيه عند زيارتها إلى الوادي في العطل والأعياد والمناسبات العائلية قصد استقبال العزاء فيه من قبل كل العائلة والجيران. وحسب ذات المتحدث فإن محمد الصالح كان رفقة أولاده وزوجته التي تنحدر من قرية الزقم بلدية حساني عبد الكريم والمسماة نجاة زبون 44 سنة يتوقون دائما إلى زيارة الجزائر وحبهم الكبير إلى لمة العائلة والسؤال عن الجميع، في الوقت الذ ي تسبب خبر وفاة عائلة بوهني بفرنسا في هلع وخوف كبيرين في صفوف العائلات بولاية الوادي كون نسبة كبيرة من العائلات المهاجرة من ولاية الوادي. وانطلقت الاتصالات والسؤال عن أصول الموتى الذين تم تسجيلهم بالحريق المذكور، أين تلقى الجميع خبر تأكيد الوفاة عبر القنوات الفرنسية التي بثت خبر الوفاة عبر مختلف الشاشات.