يتهدد مشروع بناء أكبر مسجد في أوربا، والذي من المنتظر أن تحتضنه مدينة كولونيا الألمانية، مخاطر إلغائه بسبب الحملة التي يشنها ضد المشروع عدد من الأحزاب اليمينية الرافضة، بحجة أنه يؤثر على الطابع المعماري للمدينة، فضلا عن الخوف من الانتشار المتزايد للدين الإسلامي وسط المجتمع الألماني، والذي تشير آخر التقارير إلى أن سنة 2006 شهدت إسلام ما لا يقل عن 5000 ألماني. ونقلت صحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون"، أن هذه حملة معارضة بناء أكبر مسجد في أوربا، انضم إليها الناشر والكاتب اليهودي "رالف جيوردانو" بالإضافة بعض أتباعه من اليهود الذين أظهروا انتقادا شديدا ضد تدشين المسجد ، فيما قال جيوردانو "إن بناء هذا المسجد يعتبر تأكيدا على الزحف الإسلامي داخل بلادنا ، وأنا لا أريد أن أرى النساء المحجبات أو المنقبات يسيرون في شوارع ألمانيا." وقالت الصحيفة إن تصريحات "جيوردانو" خلفت "جدلا واسعا في الأوساط الألمانية، حول إمكانية تكيف المجتمع الألماني العلماني ، ذو الجذور النصرانية ، مع الطموحات الدينية لأقليته المسلمة"، مشيرة إلى حدوث معارضات مشابهة في السنوات القليلة الماضية في مدن "برلين"، "مانهاين"، و"دويسبورج". فيما نقلت الصحيفة عن "فريتز شراما" وهو رئيس بلدية "كولن" قوله "إنه أمر بديهي أن يحتاج المسلمون هنا إلى مكان محترم، يؤدون فيه صلواتهم" . من جهته، أفاد "بكير البوجا"، ممثل الاتحاد التركي الإسلامي لشؤون الحوار متعدد الأديان " إن 120.000 من مسلمي مدينة كولونيا يطالبون فقط بمكان يستطيعون الافتخار به كرمز لدينهم، ولم لا وللمسيحيين كنائسهم ولليهود بيعهم". وأضاف "البوجا"، البالغ من العمر 44 عاما ، والذي هاجر من تركيا لألمانيا منذ 18 عاما، " إن لحظة تدشين المسجد ينبغي أن تتحول إلى تتويج تاريخي للتسامح الديني". كما حذر من "وصمة سوداء في تاريخ ألمانيا" إذا لم يتأمل السياسيون فيما يطلقونه من تصريحات. وأشارت الصحيفة إلى أن الرأي العام الألماني يؤيد فكرة إنشاء المسجد رغم رغبة الكثيرين في تقليل مساحته . وتنبع أهمية المسجد الجديد، الذي من المقرر أن يحتوى على قبة وجوانب زجاجية، أنه يعتبر منبرا بارزا للإسلام في موقع متميز بألمانيا، ومن الواضح أن موقعه اختير بطريقة تجنب أي توتر بين السكان حيث لا يوجد بجواره أي كنيسة. وإزاء هذا الجدل، عمدت القناة التلفزيونية الألمانية العمومية "ZDF" إلى القيام بسبر للآراء حول هذه القضية، التي تجاوزت تداعياتها الحدود الألمانية إلى بلجيكا. وقد شرع بالفعل في هذه العملية، التي لقيت إقبالا كبيرا من قبل المعنيين، ويوجد المعارضون للمشروع في المقدمة بواقع 67 بالمائة مقابل 32 بالمائة للمؤيدين، مع العلم أن عملية السبر لم تنته بعد، الأمر الذي دفع بالقائمين على المشروع إلى مطالبة المتعاطفين معهم إلى التصويت عبر موقع القناة، صاحبة المبادرة: (http://www.zdf.de/ZDFde/inhalt/21/0,1872,5563477,00.html) محمد مسلم:[email protected]