حذّر عديد الأطباء والمختصين في الصّحة من استمرار المنحى التصاعدي لحصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر، متوقعين تسجيل حصيلة أكبر إذا ما استمر التهاون والاستهتار بهذا الشكل. وما يزيد من احتمال ارتفاع الإصابات هو عدم احترام تدابير الوقاية خلال فترة التحضير لعيد الأضحى المبارك وهو ما يظهر جليا في التجمعات والاحتكاك الشعبي اليومي في بعض نقاط بيع المواشي ولمسها من قبل عديد الأشخاص الذين يصطحبون معهم أبناءهم. ويظهر عدم احترام الجزائريين للبروتوكولات الصحية الموصى بها في عديد القطاعات جليا كقطاع النقل العمومي وسيارات الأجرة وكذا في بعض الأنشطة التجارية حيث يدوس الجميع على قواعد الحماية ويتجاوزون الشروط المفروضة لاستئناف تلك الأنشطة، وربما هو من بين أهم العوامل المساهمة في رفع الإصابات بهذه الوتيرة المتسارعة جدا. وأوضح البروفيسور خياطي مصطفى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" أنّ عيد الأضحى سيمر علينا هذا العام في ظروف استثنائية وعصيبة جدا، وعلى الجميع أن يدرك بأنه معرض لهذا الوباء القاتل ولا أحد في مأمن منه، فكل الاحتمالات واردة، لذا وجب التقيد الكامل والصارم بإجراءات الحماية والوقاية أثناء الشراء وخلال الذبح. ونصح المختص بعدم لمس الكثير من الأضاحي باليدين أثناء عملية اقتناء الأضحية وعدم اصطحاب الأبناء معهم، كما دعا أيضا إلى غسل الأيدي بالماء والصابون جيدا وتعقيمها بالمطهر الكحولي ووضع القفازات، وتجنب التجمعات أثناء الذبح. من جهتها أكدت البروفيسور عاشور كريمة المختصة في الجراحة الصدرية أن خطر الإصابة بكورونا يزيد أثناء عملية شراء الأضحية بسبب احتمال انتقال العدوى أثناء ملامسة الأضحية من عديد الأشخاص في نفس الوقت ودون تدابير وقائية. ذوقالت البروفيسور عاشور إن الظروف الحالية تجعل عيد الأضحى صعبا للغاية لذا ينصح بتجنب الاحتكاك الكبير بين المواطنين والتأكد من سلامة الأضحية خاصة بالنسبة للكيس المائي في ظل الانتشار الكبير للكلاب الضالة التي انتشرت في غياب الحركة مساء وهو ما ينذر بتفاقم حالات الكلب والكيس المائي عقب العيد. ولفتت المتحدثة الانتباه إلى احتمال قلة مراقبة الأضاحي من قبل البياطرة في مثل هذه الظروف، لذا وجب الحذر ومراقبة وجود الكيس المائي بشكل دقيق. وتخوفت المختصة من زيادة عدد حالات الإصابة بالكيس المائي الذي عادة ما يكون ضحاياه من الأطفال وذلك في ظل تراجع نشاط عديد المصالح ومنها مصلحة الجراحة الصدرية، حيث يقتصر الأمر حاليا على الحالات الاستعجالية فقط. وذكرت عاشور كريمة بأهمية ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وعدم التنقل خارج البيت إلا للحالات الضرورية بدل التعارك مع الأطباء في الصالح الاستشفائية. بدوره أفاد البروفيسور مهياوي رياض عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي كورونا أن العيد مسألة فصلت فيها اللجنة من خلال توصياتها وفصلت فيها لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية من خلال فتواها، محمّلا المسؤولية للمستهترين بقواعد السلامة والحماية. وقال مهياوي "الحصيلة خطيرة ومقلقة ولم يسبق أبدا أن بلغنا هذه الأرقام وحتى السلك الطبي معرض بشدة للإصابة، يوجد ضغط كبير على المصالح الاستشفائية والعناية المركزة التي تستقبل حاليا أكثر من 60 حالة". وأضاف مهياوي "المهم والأهم في كل ما قلناه ونقوله وسنظل نقوله هو احترام إجراءات الوقاية والتباعد في الأماكن العمومية واحترام التوصيات أثناء الذبح".