ارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19″في الجزائر مؤخرا إلى مستويات قياسية، لتستقر عند معدل 600 حالة في اليوم و25 حالة في الساعة وحالة جديدة كل ثلاث دقائق، ناهيك عن الوفيات التي استقرت عند 10 أرواح تحصد يوميا بفعل هذا الفيروس الذي وجد من السلوكيات الخاطئة للكثير من المواطنين طريقا سهلاإلى الانتشاروالعدوى،إلى درجة أن عائلات أبيدتبكاملها بهذا الوباء الذي لا يزال يحير ويرعب العالم.. الأرقام المهولة، التي باتت تسجلها الجزائر بخصوص انتشار العدوى بفيروس كورونا، هي رسالة مرعبة وصادمة إلى الكثير من الجزائريين، الذين شككوا في وجود فيروس كورونا، واعتبروا الأمر خدعة ومحض خيال ودعاية، والعديد منهم اكتشف حقيقة وجود الفيروس بعد إصابته وتسببه في قتل والديه والمقربين منه. فكم من الأولياء فقدوا حياتهم بفعل تهاون أبنائهم وكم من العائلات أبيدت عن بكرة أبيها بفعل تهاون أحد أفرادها، وحتى الذين كانوا يتساهلون في الإجراءات الوقائية تحولوا اليوم بفعل انتشار الإصابات وارتفاع الأرقام من أكثر المطالبين بإرداء القناع الواقي والتباعد الاجتماعي وعدم الخروج من البيت إلا للضرورة.. مواقع التواصل تتوشح السواد لكثرة التعازي وبدورها، توشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد،لكثرة تعازي العائلات التي فقدت أحد أفرادها بسبب جائحة كورونا. فالتعازي التي عادة ما تكتب باللون الأسود باتت ديكورا يوميا لصفحات الفايسبوك، التي باتت صفحات تخيم عليها الأخبار الحزينة والمخيفة، خاصة مع تداول إصابة المقربين والمعارف بهذا الفيروس الذي لم يترك حيا ولا قرية ومدينة إلا ودخلها،ما جعل الأطباء والمختصين يشددون على احترام تدابير الوقاية التي تبقى السبيل الوحيد لمواجهة هذا الفيروس ينتشر كلما استخف الناس به وتهاونوا في الوقاية منه. فتاوى.. توجيهات طبية وإجراءات صارمة للحد من العدوى طالبت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" بضرورة الاستعانة بالأئمة لمواجهة تهاون المواطنين في مواجهة كورونا، على غرار تحريم وتجريم بعض السلوكيات السلبية التي تساهم في انتشار الفيروس، على غرار التجمعات وعدم ارتداء القناع الواقي، ما دفع بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى إصدر فتوى جديدة تحرم التعدي على إجراءات الوقاية وعدم احترام مواقيت وضوابط الحجر المنزلي. وبدوره، دعا المجلس الوطني المستقل للائمة إلى ضرورة توظيف المسجد في التوعية من خلال تكثيف الدروس المسجدية قبيل صلاة المغرب عبر مكبرات الصوت وخلق فضاءات بث إذاعية وتلفزيونية لتمكين الأئمة من توعية المواطنين وتوجيههم للحفاظ على الأرواح التي تعتبر من أكبر مقاصد الشريعة الإسلامية.