دفعت شرطية كانت تشتغل بأمن ولاية سكيكدة، تبلغ من العمر 29 سنة، تنحدر من نفس الولاية حياتها ثمنًا بطعنات خنجر لإقامتها دعوى خلع ضد زوجها وهو ملازم أول للشرطة بأمن ولاية سوق تيسمسيلت، ينحدر من ولاية سوق أهراس، يبلغ من العمر 31 سنة، وهذا بعد توتر العلاقة الزوجية بينهما سنة 2018.. ورغم تدخل والد الضحية للتسوية إلا أن ذلك كان مستحيلا، لتفصل في الأمر محكمة سكيكدة بتاريخ الرابع من شهر فيفري لنفس السنة، الجاني أعتبر أنها أهانته أمام أسرته وخرجت عن التقاليد والعادات التي يتمسك بها أبناء ولاية سوق أهراس، حيث لم يتقبل ذلك وقرر قتلها، حيث أقدم في البداية على حرق سيارتها أمام مسكنها شهر فيفري لسنة 2019، انتقاما منها الأمر الذي دفع بها إلى رفع شكوى ضده ثم تراجعت عن متابعته وقررت التنازل بعدما تعهد بعدم إيذائها، وكضمانة عن حسن نيته منحها سيارته الأمر الذي دفعها إلى وقف إجراءات الخلع وأبدت نيتها في الصفح عنه شريطة ترك سبيلها، لكن زوجها استمر في إزعاجها هاتفيا بالاستفسار عن تحركاتها وعملها ما دفعها إلى تفعيل إجراءات طلب الخلع بمحكمة سكيكدة. الواقعة أثارت الرأي العام وقت حدوثها بتاريخ الواحد والعشرين من شهر أفريل لسنة 2019 وأثناء تواجدها بمحكمة سكيكدة بخصوص طلب الخلع بعلم زوجها المعارض الذي اتصل بها هاتفيا فلم ترد عليه وبتكراره الاتصال ردت عليه وأعلمته أنها بمقر عملها بأمن ولاية سكيكدة، مع العلم أنها أحيلت على الاستيداع، ليخاطبها بعبارة "تخلعني، درك تشوفي وأش اندير" ثم أغلقت هاتفها النقال وأتلفت شريحتها نتيجة المضايقات المتكررة من قبله، كما أنه كان وقبل 10 أيام من حادثة حرق سيارتها أخد ابنه الذي كان يتفقده إلى مسقط رأسه بولاية سوق أهراس ولم يرجعه لها رغم اتصالها به، وبتاريخ الثامن من شهر فيفري ركنت سيارتها على مستوى حي القبية بولاية سكيكدة، وفجأة شب حريق مهول بها فأتلفت بالكامل، ومباشرة وجهت سهام الاتهام إلى زوجها لأنه كان يهددها بحرقها كما أنه أرسل لها رسالة عبر هاتفها النقال.. وفي نهاية شهر جوان 2019 أصدر قاضي التحقيق لدى محكمة سكيكدة أمر ضبط وإحضار المتهم في قضية الحال وهو التاريخ الذي اهتزت فيه مدينة سكيكدة، على وقع جريمة قتل شنيعة، ذهبت ضحيتها الشرطية بمنزلها العائلي الكائن بحي وادي الوحش بمدينة سكيكدة، على يد طليقها وهو ضابط شرطة ينحدر من ولاية سوق أهراس ويعمل بولاية تمنراست، وجه لها ثلاث طعنات بواسطة خنجر على مستوى الصدر، فأرداها قتيلة قبل أن يلوذ بالفرار إلى دولة تونس الشقيقة، هذا وأكدت النيابة العامة لدى محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة، وجود أعباء وقرائن تفيد قيام المتهم بإزهاق روح طليقته داخل شقاها بطريقة وحشية من خلال توجيه لها طعنات بآلة حادة في أماكن حساسة وقاتلة من جسمها كانت كافية للفظ أنفاسها الأخيرة، بالإضافة إلى تأكيد الشاهد الذي وافقا بالزواج بها أن المتهم كان يتتبعها عندما تكون معه على متن سيارته، أين طلبت منه كراء مسكن في مكان آخر خوفا على حياتها، كما أن الضحية أكدت لعائلتها أن المتهم هددها بالقتل وكانوا يخافون على حياتها، وتأكيد المخبر الوطني للشرطة العلمية أن الخبرة البيولوجية آ.دي.آن، أكدت تطابق البصمة الوراثية المستخرجة من عقبي السيجارتين اللتان عثرت عليهما الضبطية القضائية في غرفته المستأجرة بفندق بعاصمة الولاية سكيكدة مع البصمة الوراثية لمقبض السكين المسترجع من مسرح الجريمة، واختفاء المتهم عن الأنظار وبقائه في حالة فرار ليتم الأمر بالقبض والتمست حكم الإعدام في حقه. وبعد فترة المداولة جاء حكم القاضي مطابقا لالتماسات النيابة العامة، وأكدت التحريات أن سبب الجريمة يعود إلى طلب الضحية الخلع منه، حسب تصريحات والدها أن ابنته عاشت مع زوجها سنتين من الجحيم وقساوة الحياة بتمنراست، بعد أن كان يتركها بدون أكل ويستولي على راتبها دون شفقة وأضاف أن ابنته كانت معه نهار حادثة القتل لكنها طلبت منه التوجه إلى بيتها بوادي الوحش لتأخذ قسطا من الراحة، كونها تعاني نوعا من القلق لأنها كانت على موعد مع جلسة في المحكمة ضد زوجها.