نزل قرار تمديد منع حركة المرور بين 29 ولاية كالصاعقة على الكثير من الجزائريين، الذين سيحرمون من قضاء العيد مع عائلاتهم بسبب هذا القرار، ما دفعهم إلى مراجعة حساباتهم في كيفية قضاء عيد الأضحى، خاصة بالنسبة للذين يعملون في أماكن بعيدة عن مقر إقامتهم والذين سيجبرون على قضاء العيد بعيدا عن أسرهم. يبدو أن عيد الأضحى لسنة 2020 سيكون مختلفا عن سابقيه بسبب جائحة كورونا التي قلبت حياة الجزائريين رأسا على عقب، فسيناريو قضاء العيد بعيدا على العائلة لم يكن منتظرا للكثير من الجزائريين الذين عادة ما ينتظرون العيد للم الشمل والاستئناس بالأجواء العائلية ونيل بركة الوالدين، غير أن هذا لن يكون هذا العام بسبب قرار منع حركة المرور بين الولايات بسبب الانتشار المخيف لفيروس كورونا، ما سيجعل هذا العيد استثنائيا وحزينا للكثير من الجزائريين الذين كانوا ينتظرون هذه المناسبة بفارغ الصبر لزيارة العائلة الكبيرة وتكسير روتين الحجر المنزلي الذي حول حياة الكثير من العائلات إلى جحيم بسبب العزلة والضغط والروتين. القرار "شر لا بد منه" أكد العديد من الأطباء أن قرار منع التنقل بين الولايات قبيل وبعد وأثناء العيد قرار قاس وصارم وحزين بالنسبة للكثير من المواطنين، غير أنه قرار صائب وسليم ومفيد، لوضع حد للانتشار الكبير لفيروس كورونا الذي بات يبيد عائلات بأكملها، وفي هذا الإطار دعا الطبيب المختص في الصحة العمومية فتحي بن أشنهو المواطنين إلى تفهم القرار وتطبيقه بصرامة لحماية عائلاتهم من خطر العدوى، مؤكدا ان تهاون الجزائريين في الزيارات العائلية أيام العيد سيؤدي إلى كارثة صحية سنحصد عواقبها بعد العيد، وأضاف المتحدث أن حفظ النفس أولى من كل شيء، وقرار منع تنقل المواطنين هو "شر لا بد منه" لحفظ الأرواح وحماية المواطنين وتفادي ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، حيث يبقى المرضى وكبار السن اكبر الضحايا الذين يجب حمايتهم، ودعا بن اشنهو كل مواطن للتفكير جيدا في حفظ عائلته ووالديه في ظل هذه الأزمة، وبالنسبة للعيد فإنه أيام معدودات ستمر، والمهم أن نحمي أنفسنا ومن نحبهم من هذا الفيروس القاتل الذي ينتشر أكثر كلما تهاونّا أكثر.