شهد ساحل عنابة، الثلاثاء، مأساة راح ضحيتها الرضيع كنزي، الذي لم يتجاوز من العمر سنتين، وهو من مدينة عنابة، حيث توفي غرقا، عندما فقدته والدته من بين ذراعيها، بعد أن انقلب بهم القارب الذي كان يقلّهم رفقة نحو 20 شخصا، نحو جزيرة سردينيا الإيطالية. الحادثة المأساوية التي شكلت حدثا وسط أهل عنابة، وقعت قبالة سواحل المدينة في المياه الدولية، وكادت تكون كارثة إنسانية، ومأساة محلية. مصادر "الشروق"، قالت بأن قاربين خشبيين، انطلقا منذ نحو أربعة أيام، من سواحل بن زويت ببلدية كركرة، التابعة لولاية سكيكدة، وكان على متنيهما، نحو أربعين شخصا، تتراوح أعمارهم ما بين العامين والأربعين سنة، ومن ضمن هؤلاء أربع نساء. وأضافت مصادر "الشروق"، أنّ هؤلاء الحراقة الذين ينحدرون من عدة ولايات بشرق البلاد، غير أن أغلبهم من مدينة القل بسكيكدة، وعدد من الأحياء الشعبية بولاية عنابة مثل سيدي سالم وبوخضرة، تاهوا في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تتلاعب بهم الأمواج بمحيط المياه الدولية، جرّاء الرياح وسوء الأحوال الجوية، ما تسبب في انقلاب القاربين. ولحسن الحظّ، أن باخرة تجارية جزائرية، تحمل اسم تيمقاد، كانت تعبر المياه الدولية، غير بعيد عن مكان الحادث، سارع طاقمها إلى عين المكان، وأبلغ سلطات البلدين إيطاليا والجزائر، قبل أن يتدخل طاقم باخرة تيمقاد لإنقاذ المعنيين، بينما حلّت النجدة من ميناء عنابة، أين سارع المسعفون لتقديم يد المساعدة، ما سمح بإنقاذ 39 شخصا، مع تسجيل وفاة واحدة لرضيع في العامين من عمره. فاجعة، عنابة، لنهار الثلاثاء، أعادت للأذهان، الكثير من المآسي والآلام، التي كان البحر الأبيض المتوسط مسرحا لها، في حوادث مؤسفة ومأساوية، مازالت ترمي بجثث الضحايا هنا وهناك، في شكل أشلاء وبقايا جثث، تروي قصصا مرعبة عن موت شباب من الجنسين يحلمون بغد أفضل وراء البحر، ولكن تتلقفهم الأمواج وتعبث بهم وترمي بهم وبأحلامهم.