تشهد عدة قصور وأحياء بولاية أدرار، التي طالها البؤس والحرمان حالة كارثية ومظاهر شاهدة على تقاعس المسؤولين المحليين في الالتزام بتجسيد المشاريع، حتى قبل التقييم الذي قام به رئيس الجمهورية، خلال لقائه الأخير بالولاة ومدى سير برنامج المشاريع بنقاط الظل في المناطق النائية. تعاني المشاريع من قلة متابعة، سيما تلك المتعلقة بالحياة اليومية للمواطن كالماء والكهرباء والغاز، ومشاريع الطرقات لفكّ العزلة عن ساكني تلك القصور النائية، إذ لازال يشتكي قصر تالة التابع إداريا لبلدية تيميمون (12 كلم) الواقع وسط الكثبان الرملية بجهة العرق العربي الكبير، من انعدام مسلك أو طريق يربطه بالولاية. ولم تتدخل السلطات المحلية لفكّ العزلة عنه وربطه بالطريق الذي يعتبر شريان حياة المواطنين، سيما المرضى والنساء الحوامل، إذ لا تزور السيارات القصر إلا إذا كانت رباعية الدفع، مع معاناة يومية متواصلة، بالمقابل وعود المسؤولين غير مجسّدة ميدانيا. ورغم إعطاء مهلة للمقاول المكلف بإنجاز الطريق إلى غاية 30 جوان الماضي لكن ذلك لم يتحقق، وهي ليست المرة الأولى التي تخرق فيها الوعود، بل أصبحت مثل هذه التصرفات مألوفة. وفي نفس السياق لا تزال الوعود تسوّق في طريق الموت المار عبر صحراء تنزروفت، رقان – برج باجي مختار على مسافة 600 كلم، ولم يتم الشروع في تعبيده رغم الأغلفة المالية التي استفاد منها، والعمليات المبرمجة، حيث لم تتم دراسة فعلية للعوائق والتحديات التي تحول دون إنجاز هذا الطريق، وأخذها بعين الاعتبار للتسريع من وتيرة إنجازه. ورغم جهود السلطات المحلية لفتح مراكز متقدمة للحماية المدنية عبر عدة أجزاء منها مجهزة بفرق التدخل، وتحتوي على مراقد لراحة المسافرين عبر هذا الطريق الشاق والوعر، غير أن ذلك لم يتحقق، سيما طريق بنغازي – دلدول الذي انطلقت به الأشغال منذ عام تقريبا. ولم يتحرك هذا المشروع، إلا بعد وقفة احتجاجية للسكان أمام البلدية، حيث تم الشروع في إنجاز الطريق، إلا أن المقاول سحب عتاده بلا رجعة رغم مراسلاتهم العديدة للمسؤولين، يضاف إلى ذلك مشروع الطريق الذي يربط بلدية المطارفة بدلدول على مسافة 18 كلم، الذي يربط البلديتين بالولاية عبر مسافة مختصرة والذي انطلقت الأشغال به منذ عام ونصف عام تقريبا ولا زال المشروع يراوح مكانه. ويبقى كذلك الطريق الرابط بين بلدية المطابقة بالطريق الوطني رقم 6، هو الآخر غير صالح للسير بسبب اهترائه كليا، على مسافة 9 كلم، كما يشهد أيضا الطريق السياحي الذي يربط مدينة أدرار بزاوية سيد البكري والذي وعد المسؤولون بقرب انطلاق الأشغال به، إلا أن ذلك لم يتحقق لحد اللحظة. نفس الحالة مسجّلة بطريق أولف-رقان الذي انطلقت به الأشغال منذ سنة 2013 ولم ينجز لحد اليوم، حيث تلاشت وتصدعت أجزاء منه قبل التدشين وأصبحت مسافة 80 كلم منه غير صالحة للاستعمال. ويشهد الطريق 51 أوقروت تيميمون، سيما الجزء الذي يمر بوسط مدينة أوقروت حالة كارثية منذ سنة تقريبا والوعود متجدّدة في قرب الانطلاق في صيانة الأجزاء المهترئة. ومعلوم أن كوارث الطرقات لا تنتهي بولاية أدرار، التي هي بحاجة لفتح تحقيقات معمّقة، حتى في الطرقات المنجزة سابقا طريق تينركوك – تيميمون وطريق أوقروت الذي لم تمر سنة عن دخوله حيز الاستعمال، إلا أن مظاهر الغش أضحت واضحة للعيان في ظل ضعف الرقابة.