ندّد المحامون الذين عينتهم المحكمة الجنائية الدولية للدفاع عن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالمحاكمة التي تقيمها السلطات الليبية بحق موكلهم الذي مثل الخميس في بلاده أمام محكمة جنايات الزنتان. واعتبر المحامون أن هذه المحاكمة بتهمة "المساس بأمن الدولة" تمثل فصلا جديدا في إطار التجاذب بين طرابلس والمحكمة الجنائية الدولية اللتين تتنازعان الحق في محاكمة سيف الإسلام القذافي المعتقل لدى كتيبة من الثوار السابقين في الزنتان الواقعة منذ اعتقاله في نوفمبر 2011. وهذه الملاحقات بحق نجل معمر القذافي بدأت بعدما أودع فريق من أربعة موظفين من المحكمة الجنائية الدولية زاروا ليبيا للقاء سيف الإسلام في الزنتان تحضيرا للدفاع عنه أمام المحكمة الجنائية الدولية، السجن في 7 جوان 2012 واعتقلوا نحو شهر في طرابلس. وأحد هؤلاء الأشخاص الأربعة، المحامية الاسترالية ميليندا تايلور، اتهمت بتزويد سيف الإسلام بقلم مزود بكاميرا خلال زيارته وبمحاولة نقل رسالة مرمزة إليه من أقرب مساعديه في السابق محمد إسماعيل، وهو أحد أبرز المطلوبين للقضاء الليبي. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية قريبا قرارا بشأن طلب تقدمت به طرابلس التي ترغب بمحاكمة سيف الإسلام والرئيس السابق للاستخبارات عبد الله السنوسي المطلوبين بموجب مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال النزاع الذي انتهى بسقوط نظام القذافي. وطلب فريق الدفاع عن سيف الإسلام، الاثنين، من المحكمة الجنائية الدولية "أن تأمر حكومة ليبيا بتسليم القذافي فورا إلى المحكمة الجنائية الدولية". واعتبروا أن سيف الإسلام القذافي "يحاكم بشكل أساسي لمحاولته التواصل مع المحكمة الجنائية الدولية عن طريق محاميه بشأن تعرض حقوقه للانتهاك". وأضاف المحامون أن "ملاحقة متهم لأنه يحاول الدفاع عن نفسه تجسد تماما تعريف محاكمة استعراضية +كافكية+" (نسبة إلى الكاتب التشيكي الشهير فرانز كافكا، وتعني محاكمة ظالمة وعبثية). وتابع هؤلاء "هذا النوع من التجاذب لا مكان له بتاتا في محكمة أو في أي بلد يدعي احترام سلطة القانون". ويؤكد محامو الدفاع أن سيف الإسلام القذافي لن ينال محاكمة عادلة إذا حصل ذلك في ليبيا. وعلى طرابلس أيضا تسليم تقرير قبل الأربعاء إلى المحكمة الجنائية الدولية في إطار طلبها للحصول من المحكمة على الحق في محاكمة سيف الإسلام.