يبدو أن معاناة سكان حي 3000 مسكن عدل بخميس الخشنة في ولاية بومرداس مع الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره لن تعرف طريقا إلى النهاية، حيث وجدوا أنفسهم في دوامة من المشاكل نغصت عليهم حياتهم ومنعتهم من الالتحاق بسكناتهم. وخرج سكان حي علي غراف، الخميس، في وقفة احتجاجية أمام مقر وكالة عدل بسعيد حمدين، للتعبير عن غضبهم بعد أن طفح الكيل وتقطعت بهم السبل ولم يجدوا حلولا للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ استلامهم مفاتيح سكناتهم بداية جويلية الماضي. ولم تكتمل فرحة السكان باستلام سكناتهم التي وجدوها في وضعية كارثية نظرا لعيوب كثيرة في إنجازها، إلا أنهم استلموها مرغمين ليتفاجؤا بغياب تام للكهرباء ومياه الشرب وغاز المدينة وغياب المصاعد بالنسبة للعمارات ذات 9 و15 طابقا، رغم التعليمات الواضحة لرئيس الجمهورية بضرورة توفير كل المتطلبات قبل توزيع السكنات. وعبر السكان المحتجون في تصريحات ل"الشروق أون لاين"، عن امتعاضهم من تجاهل وكالة عدل لمطالبهم واكتفائها بإعطاهم وعودا بإصلاح الأمر لا يتم تجسيدها في أغلب الأحيان، وضربها عرض الحائط تعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون بتوفير سكن لائق يحفظ كرامة المواطن ضمن إطار محاربة مناطق الظل والقضاء على النقائص التي يعاني منها المواطن. ويعاني السكان – حسب قولهم- من أزمة عطش خانقة، ولم تفلح المحاولات المتكررة بتزويد الحي بمياه الشرب بالنجاح نظرا لاهتراء شبكة المياه التي تعرف تسربات كثيرة منعت من وصول المياه إلى حنفيات المنازل. وذكر السكان أن ما زاد الطين بلة هو انعدام الأمن في الحي، حيث تعرضت بعض العمارات للسرقة من طرف عصابات الأحياء المتخصصة في سرقة أنابيب النحاس الخاصة بالغاز الطبيعي، مما أدى بالسكان بالمطالبة بتوفير الأمن والحراسة في الحي عبر تفعيل دور شركة التسيير العقاري التابعة لوكالة عدل. واستغرب السكان في تصريحهم، من تعاقد شركة التسيير العقاري مع مؤسسة متخصصة في تهيئة المساحات الخضراء وتكليفها بضمان حراسة الموقع. وطالب السكان بتسريع وتيرة إصلاح شبكة توزيع مياه الشرب، وضمان تزويدهم بهذه المادة الحيوية بشكل يومي، عوضا على يوم في الأسبوع مثلما هو حاليا. ودعا سكان الحي، إيضا إلى تسريع وتيرة تهيئة المؤسسات التربوية لاسيما المدرسة الابتدائية التي من المقرر أن تستقبل التلاميذ هذا الموسم، وكذا المتوسطتين والثانوية التي لا تزال الأشغال بهم بطيئة. واتهم السكان الوكالة بالتماطل في تسوية الوضعية والتنصل من مسؤولياتها تجاه المكتتبين في توفير سكن لائق يحفظ للمواطن كرامته، رغم أن السكان دفعوا كامل المستحقات المالية المطلوبة. يذكر أن الوقفة شارك فيها، أيضا، أصحاب مواقع الرغاية، أولاد فايت، برج البحري، بوينان، وسيدي عبد الله، بابا احسن، شعيبة وسيدي سرحان، احتجاجا على التأخر في الإنجاز وتسليم السكنات وتجهيزها.