تعيش مباني الزاوية التجانية التي كانت منطلقا للطريقة التجانية بعين ماضي، بوصفها مهدا للزاويا التي توالت عليها المشيخة وقتذاك. وضعا مزريا وتهميشا منقطع النظير، أرداها بنايات مهجورة بتشققات عميقة. تهاوت بسببها الجدران والسقوف وآل كل شيء بها إلى السقوط والاندثار.على الرغم من استفادة المنطقة من عدة مشاريع ترميم بأغلفة مالية معتبرة خصصت لها ولغيرها من مزارات التجانية، في السنوات السابقة حسبما يتداول هناك. وفي الموضوع تحدث سيدي زين العابدين التجاني أحد أحفاد التجانيين، وكله أسف وحسرة وامتعاض مما يطال القصور والمزارات من تهميش وإقصاء. مثلما هي عليه وضعية قصر جده سيدي محمود التجاني الذي توفي العام 1934، وهو القصر الذي كان ضمن الجناح الموروث عن الخليفة سيدي مولاي البشير الذي يعود تشييده إلى نحو ثلاثة قرون خلت. وغيره من القصور الأخرى على غرار قصر سيدي محمد البشير وقصري كل من الشهيد سيدي أحمد التجاني، وسيدي أمحمد التجاني الخليفة العام السابق. ولعل ذلك ما استدعى جمع عدد من مثقفي المنطقة وأساتذتها الجامعيين المهتمين بالتاريخ والآثار والإعلام وعلم الاجتماع والاقتصاد لإطلاعهم على الوضعية الراهنة، في محاولة لبحث الحلول الممكنة وجمع ولملمة الاقتراحات والأفكار التي من شأنها أن تكون منطلقا لإعادة الحياة للقصور القديمة. وجعلها معالم تاريخية وأثرية يستفاد منه لترقية السياحة عموما والروحية على وجه الخصوص. والتي ستكون حسب محدث الشروق، موردا ماليا كبيرا سيعود بالنفع على الجزائر عموما. من خلال تفعيل كل القدرات السياحية في المنطقة التي تعد بما هي عليه موطن جذب سياحي بامتياز. والحاصل أن الحضور وقتها استهجنوا ما هو حاصل وعبّر بعضهم من منطلق أن القصور التي لم يرونها من قبل. تعد بالفعل كنوزا ثمينة وجب استغلالها في جانب الاستثمار السياحي في المنطقة. في حين توج اللقاء الاستطلاعي المنوه به بإطلاق مشروع علمي ثقافي ودراسة أكاديمية تؤرخ للمنطقة، من قبل قسم تاريخ الجزائر الثقافي تحديدا فرقة المخطوطات والأعلام، التابعة لمركز البحث في العلوم الإسلامية والحضارة بالأغواط. حسبما أفادنا به الدكتور أحمد بن الصغير نائب مدير المركز البحث في العلوم الإسلامية. في وقت يعيش فيه هو الآخر قصر كوردان الأثري، أوضاعا مزرية نتيجة الإهمال واللامبالاة لدرجة أنه لم يعد يستقطب الزوار أو يلقى الاهتمام مثلما كان عليه الحال إبان العشرية ما قبل الماضية على الأقل. فقد نهبت ثرواته الأثرية وخربت معالمه الضاربة في أعماق التاريخ. وتآكلت جدرانه وأصبح اليوم آيلا للسقوط وحاله- إن صح الإيجاز- يقطر أسا وكربا يسأل الأهل حافظو عليه أو خرّبوه. على شاكلة المتسول الذي يسأل الناس إلحافا أعطوه أو منعوه. ومعلوم أن القصر الذي شيد حدود العام 1870 للميلاد. على مقربة من عاصمة التجانيين بلدية عين ماضي شمال غرب الأغواط، وصنف العام 1999 ضمن الآثار والمعالم التاريخية. كان قبل اليوم، منارة إشعاع فكري وروحي وديني زاخر بالتراث الإسلامي من حيث المبنى والزخرف الراقي والتأثيث الثمين. وهو اليوم في حالة إهمال كلي لتصدع جدرانه وسقوط بعضها مع تحطيم غالبية أبوابه. موازاة مع استفحال ظاهرة الكتابات النابية على جدران غرفه الملحقة. وهو ما يؤكد الإهمال الكبير الذي يطال هذا المعلم الأثري والتاريخي.