يقود الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، حملة تطهير جديدة ضد معارضيه هي الأولى من نوعها منذ توليه منصب الأمانة العامة للحزب خلفا لمحمد جميعي، فبعد التغييرات التي أجراها على مكتبه السياسي وهياكل البرلمان وعدد من المحافظات واللجان الانتقالية، توسعت رقعة الرافضين له أسبوعين فقط عن الموعد الدستوري ليجد نفسه أمام عملية لغربلة كل من يشكل له خطرا ويهدّد منصبه. حرّك أبو الفضل بعجي، لجنة الانضباط المجمدة منذ عهد ولد عباس ومحمد جميعي، وحاول من خلالها خليفة جميعي على رأس الحزب العتيد توقيع هدنة مع معارضيه واعتماد خطاب التهدئة لتفادي أي صراعات داخلية تهدد بقاءه على رأس الحزب، إلا أن التغييرات التي أجراها مؤخرا أعادت الصراع القديم الجديد إلى السطح. وحسب مصادر من الأفلان، فإن الأمين العام للأفلان، قرر إحالة كل من محافظ ولاية سوق أهراس وعين مليلة ووقلة على لجنة الانضباط ، بحجة أن هؤلاء خالفوا القرارات الصادرة عن قيادة الحزب، حيث من المنتظر أن تجتمع اللجنة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل من أجل الاستماع لأقوال المعنيين قبل اتخاذ قرار الإقصاء في حقهم، وهو الأمر الذي لم يتقبله معارضوه وأنصارهم الذين استغلوا الحملة الاستفتائية للدستور التي ينشطها بعجي في بعض الولايات للاحتجاج على هذه القرارات، وهو ما وقع في ولاية المدية أين قاطع بعض المحتجين اللقاء الذي عقده بعجي رفضا لإقصاء رئيس قسمة البرواقية. وحسب مراقبين، فإن الحرس القديم في الافلان لايزال يرفض تولي أبو الفضل بعجي منصب الأمانة العامة للحزب، ويرون فيه خليفة الأمناء السابقين المغضوب عليهم، وهو ما يرفضه بعجي الذي يحاول في كل مرة التأكيد على أنه جاء لفتح صفحة جديدة في الحزب تنسجم مع مطالب الأغلبية الافلانية، مشددا على أن مسألة تشبيب الحزب ونقل مسؤولياته من المتحكمين فيه إلى جيل الإطارات الشابة من المناضلين تأتي على رأس أولوياته التي سيعمل على تحقيقها. للإشارة، فقد سبق للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، أن وقع قرارات تتضمن تعديلات في تشكيلة عدد من المحافظات واللجان الانتقالية، مشيرا إلى أن هذه التعيينات تأتي في إطار معالجة الاختلالات النظامية السابقة، وتعزيز هياكل الحزب خاصة من فئة الشباب. وشملت التغييرات المحافظات واللجان الانتقالية لتندوف وبني سليمان وسدراتة وسبدو وورقلة وأم البواقي ومغنية وسور الغزلان والميلية وتلاغ وغرداية وثنية الحد والبويرة وتلمسان وجيجل والعلمة وبرج بوعريريج وسيدي بلعباس وأفلو وسطيف وذراع الميزان والأخضرية، وهو محرك معارضيه الذين يرون أن الأمين العام للحزب استغل مسألة تعديل الدستور وانشغال الساحة السياسية بهذا الموعد الانتخابي ليقوم بتصفية معارضيه.