استنكرت نقابات التربية وجمعيات أولياء التلاميذ، حادثة إهانة والي ولاية وهران لأستاذة تدرّس بابتدائية الحكيم بن زرجب، أمام عدسات الكاميرا والوفد المرافق للمسؤول الأول عن الولاية، معبرين عن تضامنهم مع المعنية واستيائهم من إهانة مربية الأجيال، مؤكدين أن الأستاذة لفتت الانتباه لمشكل عويص تعيشه المؤسسات التربوية منذ عقود، في ظل "لامبالاة" المسؤولين المعنييّن بتجهيز المدارس. تضامنت جميع نقابات التربية، مع أستاذة التعليم الابتدائي بمدرسة الحكيم بن زرجب بوهران، المدعوة ر . سيديا، منددة بما تعرضت له من "إهانة وتصرف غير أخلاقي" من طرف المسؤول الأولى عن ولاية وهران. وفي الموضوع، اعتبر المنسق الوطني لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا "، زوبير روينة، في اتصال مع "الشروق"، بأن نقابتهم تضامنت مع المعلمة، مباشرة بعد عرض فيديو الحادثة، وقال: " تصرف الوالي غير مقبول لا أخلاقيا ولا مهنيا، وهو إهانة لجميع الطاقم التربوي، خاصّة وأنه حدث يوم الدخول المدرسي، الذي كان ينتظر الجميع، أن يمرّ أمنا وسلاما على تلاميذنا وأساتذتنا". وأضاف المتحدث: " المفروض أن الوالي، حضر لإعطاء انطلاقة الدخول المدرسي، وأنه كان مهيأ نفسيا لسماع شكاوي الأساتذة والتلاميذ والإدارة، " فإذا كان تصرفه على هذا الشكل أمام الكاميرات وأمام الملإ، فكيف يتصرف في الخفاء.. !! ". الأستاذة فضلت الاعتناء بالمدرسة بدل التقاعد وحسب محدثنا، المعلمة التي تعرضت للإهانة، تمارس مهنتها منذ 32 سنة، وهي على أبواب التقاعد " فلو كانت بلا ضمير، لغضّت الطرف عن مشاكل مدرستها، وخرجت لتقاعدها… لكنها أرادت إصلاح أوضاع التلاميذ قبل خروجها، ولفت أنظار الوالي لمشكلة قائمة، وهو السلوك الذي كان يجب أن يقابل بالتثمين لا بالإهانة ". واعتبر القيادي في " الكلا "، أن ردّ السلطة " السريع " تجاه الحادثة، والأمر بتجهيز جميع مدارس الوطن " لا يحل المشكلة القائمة منذ عقود..". ويرى روينة، بأن تجهيز المدارس، كان لابد أن ينطلق في نهاية السنة الدراسية وليس بدايتها. ليتهم البلديات بأنها " غير مؤهلة لتسيير الابتدائيات ". وأضاف بأن الإشكال ليس في الطاولات فقط، لأن الطاقم التربوي واجه الكثير من المشاكل، خلال انطلاق السنة الدراسية الحالية " لدرجة أن بعضهم قام بتنظيف الأقسام بنفسه " حسب تعبيره. ما حدث إهانة لكرامة المعلم وبدورها ندّدت النقابة الوطنية لعمال التربية " اسانتيو"، بما اعتبرته " إهانة لكرامة المعلم والتي هي من كرامة الوطن". وحسب بيان تحصلت عليه " الشروق"، تؤكد " الأسانتيو" بأنها في الوقت الذي تدعو فيه عمال قطاع التربية، للتقيد بقرارات وتوجيهات وزارة التربية الوطنية، والجهات المسؤولة، " فاننا نستنكر، وبشدة الأسلوب الذي مورس ضد إحدى أستاذات التعليم الابتدائي بابتدائية الحكيم بن زرجب بكاستور بوهران". والأستاذة " كان لزاما تكريمها وتشجيعها، وليس إهانتها في موسم استثنائي، لم تقل في يومها الأول أمام والي الولاية سوى الحقيقة المطلقة، وكشفت الواقع الذي تعيشه أغلب المدارس الابتدائية عبر الوطن، ونقلت معاناة أستاذ المدرسة الابتدائية الذي يعمل بصمت وبإمكانيات محدودة وقديمة… في ظل عجز البلديات عن توفير أبسط الوسائل للمدارس الابتدائية " حسبما ورد في البيان. وطالبت النقابة، السلطات العليا في البلاد " بإصدار القرارات الرادعة لمثل هاته السلوكيات الاستعراضية أمام الكاميرات، والاعتذار الرسمي والعلني لزميلتنا المعلمة ". وتضامنت الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، وعلى لسان رئيسها أحمد خالد، مع الأستاذة " قلبا وقالبا ". مؤكا تصريح ل " الشروق" بأن مشكل تجهيز المدارس قديم ليس وليد الساعة، ويتحمل مسؤوليته مدير المدرسة والمير والوالي، وصولا لأعلى الهيئات ". وحسبه، بعض مدراء المدارس، يبقون في مكاتبهم ينتظرون وصول التجهيزات، أما بعض مدراء التربية " يكتفون بمهام اعداد الإحصائيات حول التلاميذ الراسبين والناجحين والمفصولين…" حسب تعبيره. وقال خالد " الدولة تنفق أموالا طائلة في تجهيز المدارس، ولكن سوء التسيير في القاعدة، وإهمال كثير من مدراء المدارس التعاون والتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ، ف 80 بالمائة من المدارس تتجاهل جمعيات أولياء التلاميذ، ما يجعلها تتخبط في المشاكل ".