كان يُمكن للملغاشي أحمد أحمد رئيس "الكاف" المُعاقَب بِالإيقاف، أن يُدوّن اسمه بِأحرف من نور وذهب، من خلال فتح صفحة جديدة ومُشرقة في تسيير الكرة الإفريقية وتنميتها. لو لم ينخرط في معركة خاسرة استهدف من خلالها الجزائر. عندما فاز أحمد أحمد بِانتخابات رئاسة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في مارس 2017، كان أبناء القارة السّمراء يتطلّعون إلى عهد جديد، في تنقية اللّعبة بِإفريقيا من شوائب الحكم الفردي والفساد، ويُسرّع نسق تطوير الكرة وتنميتها. ولكن المسؤول الملغاشي لم يكن في مستوى هذه الآمال المنشودة، فقاد قطار "الكاف" نحو وجهة أخرى، كانت إحدى أهدافها تصفية حسابات قديمة مع الجزائر، تبيّن فيما بعد أنه كان "مُمثّلا" وُظّف لِتأدية هذا الدّور. 1- استغلّ أحمد أحمد رئيس "الكاف" منصبه الكبير لِأعلى هيئة تُسيّر شؤون الكرة بِإفريقيا، لِيُبعد المسؤولين الجزائريين عن صنع القرار في "الكاف"، اللجنة التنفيذية أو "حكومة" الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، نموذجا. 2- للتمويه وتبديد الآثار والشبهات، سمح أحمد أحمد لِبعض المسؤولين الجزائريين بِشغل مناصب في "الكاف"، لكن كان ذلك أشبه بِالحقائب الوزارية غير السيادية، مثل لجنة منافسات الأندية، واللجنة الطبية، ولجنة تنظيم كأس أمم إفريقيا أشبال. 3- بدا أحمد أحمد في هيئة أداة يُحرّكها النظام الملكي المغربي بِالأسلوب الذي يشاء، حتى كاد ينقل مقر الإتحاد الإفريقي لكرة القدم من القاهرة إلى الرباط. ثم تجاسر المسؤول الملغاشي بِوقاحة، وانخرط في لعبة سياسية ممقوتة، وأعطى موافقته بِتنظيم بطولة إفريقيا لِكرة القدم داخل القاعة بِمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المُحتلّة، مطلع سنة 2019. 4- ظلّ أحمد أحمد يتفادى زيارة الجزائر حتى عوقب بِالإيقاف، لأنه كان يعلم مُسبّقا أنه ارتكب حماقة كبيرة ولا يستطيع النظر إلى الجزائري "العين في العين"، بل سيكون عرضة ل "الرّجم" من طرف الجمهور الجزائري. 5- تعرّض حكم الساحة الدولي الجزائري مهدي عبيد شارف ل "ظلم" فادح، بِمعاقبته بِالإيقاف منتصف سنة 2019. وظهر وكأن مُمثل الصافرة الجزائرية ضحية دسائس تُحاك في دهاليز "الكاف" لِتحطيمه نهائيا. 5- أظهر أحمد أحمد حقده الدّفين على الجزائريين بِما لا يدع مجالا للشك، مطلع 2019 بِالعاصمة السينغالية داكار، لمّا ردّ بِنبرة حادّة – مُستغلا منصبه الكبير – على سؤالٍ مِن إعلاميٍّ جزائريٍّ، قال له إن عدد البلدان الإفريقية التي بِإمكانها تنظيم بطولة قارية ب 24 منتخبا وبِمُفردها قليل جدا، فلماذا تُقلّد "الكاف" الإتحاد الأوروبي لكرة القدم؟ على نفسها جنت براقش! رغم أن ولايته لم تُشرف على النهاية، إلّا أن رئيس "الكاف" أحمد أحمد أدمن تعاطي المُحرّمات وارتكاب الموبقات. حتى نزل غضب وعقوبة الفيفا بِالإيقاف لِمدّة خمس سنوات، من ممارسة أيّ نشاط كروي. وتمثّلت حماقات المسؤول الملغاشي، في: 1- فسخ عقد "الكاف" مع "بيما"، سنة 2017 وأشهر قليلة بعد فوز أحمد أحمد بِانتخابات رئاسة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. 2- أبرم أحمد أحمد صفقة مع الشركة الفرنسية "تاكتيكال ستيل"، التي يملكها أحد أصدقائه الفرنسيين. رغم أنها كلّفت الإتحاد الإفريقي لكرة القدم غلافا ماليا ضخما بِقيمة تتجاوز مليون دولار، وهو مبلغ أكبر بِأربع مرّات من نظيره لِشركة "بيما". 3- موّل أحمد أحمد سفرية لِتأدية مناسك العمرة لِعدد لا بأس به من رؤساء اتحاديات الكرة في إفريقيا (18 إطارا). وهو ما اشتّمّ منه رائحة تبييض الأموال. 4- أبعد أحمد أحمد رئيس اتحاد الكرة النيجيري أماجو بينيك من منصب نائب رئيس "الكاف"، وعوّضه بِالمغربي فوزي لقجع. بعد أن قال المسؤول النيجيري لِنظيره الملغاشي: "كفى!". 5- اتّهام أحمد أحمد بِاغترافه من خزينة "الكاف"، ومساعدة نائبه كونستون عمري، الذي كان بِصدد تنظيم حفل زفاف ابنته. وكرّر أحمد أحمد نفس السيناريو مع ونائبه، لمّا فارقت زوجة الكونغولي الحياة. هذا بِصرف النظر عن إيقاف الأمن الفرنسي للمسؤول الملغاشي مطلع جوان 2019، وإخضاعه للتحقيق القضائي، بِسبب شبهات الفساد التي لفّت صفقة "تاكتيكل ستيل". ثم تعيين الفيفا للجنة مُسيّرة تُدير شؤون "الكاف" ما بين صيف 2019 وشتاء 2020، لِشبهات لها صلة بِفساد أحمد أحمد، وغياب الشفافية في التسيير. ويكون المسؤول خير الدين زطشي رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، قد وفّق إلى حدّ كبير، لمّا تريّث ولم يُهرول لِدعم الملغاشي أحمد أحمد من أجل البقاء في منصبه لِعهدة ثانية، في انتخابات لِرئاسة "الكاف" تُجرى في ال 12 من مارس 2021. وأصدر 46 رئيس اتحادية إفريقية لكرة القدم بيانا أواخر أكتوبر الماضي، فحواه دعمهم للملغاشي أحمد أحمد من أجل الترشّح لِولاية ثانية على رأس "الكاف". فيما رفض 8 زملاء لهم تأييد هذا المسعى، وهم: الجزائري خير الدين زطشي رئيس الفاف، ومسؤولو اتحادات الكرة في نيجيريا وجنوب إفريقيا وكوت ديفوار ووزيمبابوي وبوستوانا وسيراليون وأوغندا. وينبغي على رئيس الفاف خير الدين زطشي أن يُسيّر المرحلة القادمة بِكفاءة عالية، حتى تجتثّ الكرة الجزائرية كلّ نبتة شرّ تُقزّم دورها في أعلى هيئة تُسيّر شؤون اللّعبة بِالقارة السّمراء، وتستعيد هيبتها في ساحة "الكاف".