حذر رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، الدكتور ألياس مرابط، من انتشار ظاهرة بيع الأدوية الاستشفائية في الأسواق السوداء ومواقع التواصل الاجتماعي بضعف أسعارها، بسبب ندرتها غير المسبوقة في المستشفيات والصيدليات، وهذا ما اعتبره المتحدث بالأمر غير الأخلاقي من طرف أشخاص يستغلون الندرة لتحقيق الأرباح على حساب المرضى، داعيا السلطات الصحية إلى تدارك الأمر قبل تفاقم الظاهرة. وكشف الدكتور ألياس مرابط في تصريح لجريدة "الشروق"، الاثنين، أن المستشفيات تعاني من ندرة خانقة في العديد من الأدوية الموجهة لعلاج المرضى المصابين بوباء كورونا، وهذا ما جعل الأطباء يواجهون عجزا في علاج العديد من الحالات خاصة المتوسطة والمعقدة، ما أرغم الكثير من المرضى الذين يعالجون في المستشفيات حسبه على البحث عن هذه الأدوية وشرائها من مواقع التواصل الاجتماعي والأسواق السوداء بضعف ثمنها، من أجل التداوي بها في المستشفيات، التي عجزت عن توفير الكثير من الأدوية للمرضى، في مقدمتها دواء لوفينوكس الذي يكلف المريض الواحد، يضيف الدكتور مرابط، أكثر من مليون سنتيم في سعرها الرسمي، "ويتضاعف السعر إذا اشترى المريض هذا الدواء في السوق السوداء، حيث يحتاج المصاب بكورونا حقنتين في اليوم وأزيد من 10 حقنات للعلاج على مدى أسبوع. وهذا ما يجعل توفر هذا الدواء وأدوية أخرى ضرورة ملحة في المستشفيات لعدم دفع المرضى لشرائها من الخارج بضعف أسعارها، خاصة وأن هذه الأدوية حسب المتحدث غير معوضة من طرف مصالح الضمان الاجتماعي، ما يساهم في مضاعفة معاناة المرضى، ومنهم من بات يتسول ويقترض من أجل العلاج". وانتقد الدكتور ألياس مرابط الصيدليات التي تبيع هذه الأدوية دون وصفة طبية، ما ساهم في انتشار المتاجرة بها بطريقة غير شرعية ورفع أسعارها، وأضاف المحدث أن الندرة المتزايدة في المستشفيات ساهمت في تعطل علاج المرضى في المستشفيات، وفي مقدمتهم مرضى كورونا. وهذا ما يدل حسب المتحدث على فشل المنظومة الصحية والدوائية في الجزائر.