تعالت أصوات من نواب وناشطين، لتحرك رسمي ضد السفير الفرنسي الجديد بالجزائر، والذي يقوم حسبها بتحركات ولقاءات مشبوهة، خلال الفترة الأخيرة في انتهاك صارخ حسبها للسيادة الوطنية. وتزامنت هذه الدعوات مع نقل مصادر إعلامية، وجود "استياء رسمي" في الجزائر من تحركات فرنسوا غويات، والذي شرع في لقاءات مع وسائل إعلام وحتى أطراف سياسية تروج لمشروع المرحلة الإنتقالية. ونشر النائب عن حزب جبهة التحرير الوطني، كمال بن العربي وهو من بادر سابقا بمشروع قانون تجريم الإستعمار، بيانا يندد فيه بتحركات السفير الفرنسي. وحسبه "لفت انتباهي حديث متكرر لوسائل الإعلام نقلا عن جهات سياسية بوجود تحركات مشبوهة ولقاءات سرية مع أطراف سياسية واعلامية للسفير الفرنسي الجديد بالجزائر فرانسوا غويات للحديث عن مرحلة انتقالية مزعومة". وأوضح "وعلى هذا الأساس أطالب السلطات الجزائرية بما فيها السيد صبري بوقادوم وزير الخارجية بالتدخل والتحقق من هذه المعلومات وتفاصيلها لأن هذه القضية لا يجب أن تمر مرور الكرام". وأوضح "أن الأمر يتعلق بسيادة الدولة الجزائرية غير القابلة للمساس، وكذلك لأن الموضوع مرتبط بفرنسا الرسمية التي تعودنا منها على التدخل في الشأن الجزائري الداخلي وإثارة الفتن والحنين لماضيها الاستعماري البغيض" . وحسبه "إذا صحت هذه المعلومات يجب اتخاذ إجراءات رادعة مناسبة من طرف الدولة الجزائرية لإيقاف هذا العبث الفرنسي الرسمي المتكرر والحديث المتكرر لساسة فرنسيين عن مرحلة انتقالية مشبوهة، لنؤكد كدولة مستقلة ممارسة سيادتنا فعليا أيا كانت الدولة التي تتجاوز حدودها مع الجزائر". Le Président @EmmanuelMacron a fait des gestes mémoriels forts. Reconnaître la responsabilité de l'Etat français dans la mort de Maurice Audin, c'est courageux. Il s'est mobilisé personnellement pour faire aboutir la restitution des restes mortuaires de résistants algériens. pic.twitter.com/mv5TPj0AWU — France en Algérie (@ambafrancealger) November 25, 2020 من جهتها نشرت النائب عن الجالية أميرة سليم بيانا جاء فيه "السفير الفرنسي يستغل فراغ حياتنا السياسية لنشر الفوضى والتحريض: لا للمرحلة الانتقالية مهما كان الثمن، والبرلمان سيقف له بالمرصاد". وأوضحت "يقوم السفير الفرنسي الجديد بالجزائر باستغلال المرحلة الحالية التي بلغها صراع القوى السياسية ليقوم باستقبال المروجين للمرحلة الانتقالية في مقر سفارته تحت حجة دعم حق التعبير السياسي الحر والدفاع عن حقوق الإنسان". وأضافت "أنا أطالب باستدعاء السفير الفرنسي من قبل وزير الخارجية الجزائري والاحتجاج على سلوكه غير المقبول. يجب أن يفهم السفير الفرنسي بالجزائر أن وطننا العزيز برجاله ونسائه ولن يقبل نصائح أو توجيهات من أحد مهما كانت الكلفة أو الثمن". كما طالبت "رئاسة البرلمان باستدعاء السادة النواب لمناقشة هذه التطورات الخطيرة بشكل فوري في جلسة طارئة فإذا كان صمت وزارة الخارجية وتأخره في الرد يشكل مانعا بالنسبة الحكومة فالبرلمان فيه نواب أحرار لا يقبلون هذا السلوك المشين السفير الفرنسي الذي يتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بوجه سافر وغير مبرر". وحسبها "يجب أن يفهم السفير الفرنسي أن الجزائر ليست جمهورية من جمهوريات الموز وأن الرد اللائق عليه سيكون عبر المؤسسات الدستورية أيضا". وتزامنت هذه الإتهامات مع ما يشبه أزمة صامتة بين باريسوالجزائر، حيث اتهم وزير الإتصال عمار بلحيمر وعدة أحزاب فرنسا بالوقوف وراء لائحة الإتحاد الأوروبي الأخيرة. وكان غويات قد أكد في تصريحات الشهر الماضي ردا على تصريحات رئيسه إيمانويل ماكرون حول المرحلة الإنتقالية "نحن بعيدون عن التدخل في الشأن الداخلي للجزائر". يُشار إلى أن غويات الذي كان سفيراً لفرنسا لدى السعودية، عيّن في الجزائر منتصف العام الجاري، خلفا لكزافيي دريونكور.