يوم "جمعة أسود" عرفته الشواطئ الشرقية لولاية مستغانم ، حيث تضاربت التصريحات بشأن الحصيلة الحقيقية لعدد الغرقى فيما أحصت مصالح الحماية المدنية في البداية هلاك 12 شخصا غرقا، لكن مصادر "الشروق اليومي" أشارت أن الحصيلة ارتفعت إلى 19 شخصا قضوا غرقا انطلاقا من شاطئ سيدي عبد القادر في الحدود الشرقية مع مدينة تنس إلى غاية شاطئ الصخرة ببلدية بن عبد المالك رمضان على مسافة 74 كلم. أجمع كل من تحدثت إليهم "الشروق اليومي " على مستوى شاطئ عين إبراهيم ضمن رحلتنا للبحث عن حقيقة مع وقع صبيحة يوم الجمعة باعتبار الحادثة ذات طابع استثنائي ولم يسبق أن شهدتها شواطئ الولاية، أجمع الكل على أن الظاهرة طبيعية وتذهب اعتقادات المصطافين ورجال الحماية المدنية وكذا مواطني المنطقة إلى حدوث زلزال عبر شواطئ الجهة الشرقية، حيث أكد حراس السباحة على مستوى أحد المخيمات الصيفية أن عددا من الغرقى قضوا في مدة لا تتجاوز 40 ثانية حين اهتز البحر وظهرت موجة عاتية لم يستطع كل من كان وقتها يسبح مقاومة التيارات المائية التي بدأت تسحب نحو الأعماق. وبحسب هذا الاعتقاد، فقد بلغ علو الموجة حوالي 3 أمتار، فيما قدر عدد المصطافين الذين كانوا يتواجدون لحظة الواقعة بنحو 1200 مصطاف يتوزعون عبر مسافة 900متر، طول الشاطئ في طبيعته الرملية إضافة إلى مساحات طبيعية تشكل اخطر مناطق السباحة بهذا الشاطئ الذي يشقه واد جارف يصعب على أي مصطاف مقاومة تياراته المائية. ويرى المترددون على شاطئ عين إبراهيم، المعروف وطنيا والذي يتمركز به خلال فترة الاصطياف حوالي 15 مخيما صيفيا تابعا لمختلف المؤسسات العمومية زيادة على المخيمات العائلية، إلى جانب المخيمات الكشفية، حيث يصل عدد المترددين على السباحة يوميا عشرات بل مئات الأشخاص معظمهم لا يتجاوز سنهم ال 10 سنوات. وفي هذا السياق، أبدت عدة عائلات تقربت منها "الشروق اليومي" تلقائيا جراء ضعف التغطية من قبل أعوان الحماية المدنية الذين لا يتجاوز عددهم الخمسة حراس، يفتقدون إلى الخبرة والتجربة وخير مثال على ذلك بقاؤهم مذهولين دون تحرك أمام حادثة يوم الجمعة فضلا عن انعدام ابسط وسائل التدخل على مستوى المركز، خاصة غياب فرقة من الغواصين والتي كان بالإمكان حال وجودها أثناء حادثة غرق أشبال الكشافة الإسلامية أن تنقذهم. يذكر أن لحظة تواجدنا بشاطئ عين إبراهيم أمس الأحد علمنا أن أعوان الحماية المدنية انتهوا عن عملية انتشال آخر جثة لغريق في صفوف الكشافة الإسلامية وهذا في حدود الساعة السادسة مساءً، وذكرت مصادر "الشروق" أن حصيلة الغرقى بلغت 19 غريقا على مستوى الشواطئ الشرقية انطلاقا من شاطئ سيدي عبد القادر إلى غاية شاطئ الصخرة على امتداد مسافة 74 كلم يتعلق الأمر بشاطئ سيدي عبد القادر، عين إبراهيم، الميناء، الصفير، الصخرة والشعايبية. مخيمات اللاجئين لإيواء ابناء الزوالية أجواء من الحزن والأسى رسمت ديكورا قاتما على المخيم الكشفي الذي فجع بفقدان بعض عناصره، الشروق اليومي زارت المخيم "الحزين" الكائن بغابة "شاطئ إبراهيم" بدائرة سيدي لخضر -45 كلم- عن عاصمة الولاية، فهو يضم إليه 20 فوجا من 10 ولايات داخلية الكائن ووقفت على الحالة النفسية السيئة لأفراد الكشافة الذين يزالون تحت صدمة فقدان زملائهم الذين قضوا بعدما باغتتهم أمواج البحر العاتية، فصول الفاجعة كتبها 6 عناصر في ربيع العمر من الكشافة الإسلامية لم يكونوا يدرون بأن حتفهم سيكون على يد "البحر" السفاح، ويتعلق الأمر بكل من: شيلق محمد امين 21 سنة، بن سالم عبد الرحمان 21 سنة، معمري عيسى 17 سنة، هواري عثمان 19 سنة، هؤلاء قدموا من بلدية دار الشيوخ من ولاية الجلفة، أما الضحية الخامس فهو المدعو فرح عبد الرزاق 16 سنة من ولاية الأغواط، بالإضافة إلى سيودن العيد أحمد 36 سنة من مستغانم. ممثل فوج الكشافة لولاية الجلفة المجروحة في فقدان أبنائها، صرّح لنا بنبرة مليئة بالحزن والألم بان كل من فوج بلدية بلدية دار الشيوخ التابعة لذات الولاية رفقة فوج ولاية الأغواط غادرا المكان شادين الرحال إلى مقر سكناهم، وذلك في حدود الساعة السادسة والنصف مساءا من يوم السبت الماضي –أي بعد عملية انتشال جثة زميلهم المدعو "معمري عيسى"، حادثة الغرق هاته أماطت اللثام على ظروف الإقامة المأساوية بالمخيم الذي تنعدم به أبسط شروط الراحة، فهو على حد وصف أحد الدركيين شبيه بإحدى مخيمات اللاجئين التي تفتقد إلى شروط الحياة الضرورية، فلا ماء ولا كهرباء والمراحيض عبارة عن بيوت بلاستيكية وخيم ممزقة، المخيم الكشفي الذي يحمل فقط الإسم مفتوح على أنواع المخاطر وفي مقدمتها العقارب والحشرات السامة، فعلى الرغم من مرور أزيد من 40 سنة على تحويله إلى فضاء كشفي، وأفواج الشباب الذين يقصدون سنويا إلا انه لم يتغير به شيء على مستوى الخدمات المقدمة، إذ تم تسجيل وفود 500 شاب سنويا من الولايات المجاورة كالشلف، غليزان، معسكر وكذا تلك البعيدة كالجلفة، الأغواط، المدية، وهنا يمكن طرح عدة استفهامات بخصوص نشاط المحافظة الوطنية للكشافة الإسلامية وكذا المحافظات الولائية المنضوية تحتها، حيث ينعدم التنسيق مع الأفواج القادمة من المدن الداخلية، وفي هذا السياق تأسف جميع رؤساء الأفواج الكشفية الذين تحدثنا إليهم على غياب إستراتيجية لدى المحافظة الوطنية، في تهيئة أجواء ملائمة للتخييم خصوصا وأنها تتوفر على إمكانيات مادية، أصابع الاتهامات ذاتها وجهت إلى السلطات المحلية بسيدي لخضر التي من المفروض أن تسهر على تحسين ظروف العيش في "مخيم اللاجئين لا الكشفيين"، مثلما هو الحال مع بقية المخيمات المنتشرة عبر الشواطئ التابعة لها التي تنعم بالمكيفات الهوائية والنشاطات الترفيهية. سوء التنظيم والفوضى... والنتيجة كارثة إنسانية كشف عدة أطراف أن أفواج الكشافة الإسلامية المعسكرة بغابة عين إبراهيم تفتقر إلى أدنى أبجديات الممارسة الكشفية بالنظر للفوضى التي تميز نشاطهم، حيث يسجل غياب المكلف بحراسة السباحين بين أفواج الكشافة على غرار ما هو معمول به لدى أفواج المخيمات الصيفية، ضف إلى ذلك أن عناصر الكشافة يترددون على البحر بدون انقطاع طيلة الأسبوع عكس المخيمات التي تمنع على عناصرها السباحة يوم الجمعة، ناهيك عن التجاوزات التي سجلتها مصالح الأمن والمتعلقة بدخول أشخاص غرباء لا يمتون إلى النشاط الكشفي بصلة إلى المخيم الذي اهتز على وقع هذه الكارثة الإنسانية التي سيصعب لا محالة نسيانها. العربي.ب