المعاناة من حب الشباب دفعت بالمراهقين إلى التفنن والإبداع في اختراع وصفات تقليدية غريبة علها تضع حدا لتشوهاتهم الجلدية التي خلقت لهم العديد من العقد. وعن طرق العلاج التقليدي المنتشرة بين المصابين في الجزائر قالت نبيلة، 23 سنة، من البويرة، أنها جربت كلا من الطماطم والخيار والعسل لكن بدون جدوى، وتضيف نادية من مليانة أنها استعملت صفار البيض والخس والشب الذي ساهم بشكل كبير في تقليل أعراض حب الشباب على وجهها. في حين كشفت الهام من الجلفة أن جدتها عالجت أختها من الحب المنتشر في ظهرها باستعمال رئة الكبش، بقليها فوق نار هادئة واستعمالها في مسح الحب، وبعد ذلك تردد "يا الرية عاهدني ونعاهدك مات كليني ما ناكلك" يعني أنها لن تأكل الرئة ما حييت، لأنها قد تسبب لها ظهور الحب من جديد. وأكدت المتحدثة أن أختها شفيت تماما من مرضها. أما كريم، من العاصمة، فقال إن أمه كانت تمسح وجهه بجلد الكبش - "الهيدورة" - إيمانا منها أنها مباركة وستحمي الوجه من أي تشوهات، في حين كان أمين من معسكر يمسح وجهه بلعاب أخيه الصغير ..! في هذا الإطار، كشف المختص في الأمراض الجلدية الدكتور حواس محمد أن العلاج بالطرق التقليدية فيه الكثير من الخطورة على الوجه، خاصة عند استعمال المواد الحامضة التي تسبب إتلاف الطبقة السطحية للبشرة، وأنه لا يمكننا أن نجزم أنه توجد وصفة معينة صالحة لكل الحالات، وكشف أن قرابة 40 بالمائة من الشباب الجزائري يعاني من الإصابة بهذا الداء الذي تزداد حدته في فصل الصيف، حيث تصبح البشرة عرضة لأشعة الشمس الحارقة التي تتسبب في إفراز هرمون "الأدورجين" المتواجد بكثرة عند المراهقين من الذكور والإناث والذي يبدأ ظهوره في مرحلة البلوغ حيث يزداد إفراز الغدد الذهنية التي تسبب انسداد مسام الجلد، فيؤدي ذلك إلى ظهور البكتيريا التي تؤدي إلى بروز البثور في كل من الوجه والكتفين والظهر وأعلى الذراعين. وعن أسباب الإصابة بحب الشباب أكد المتحدث أن السهر والقلق والانفعال النفسي الذي يصاحب الشباب خاصة أثناء فترة الامتحانات يؤثر بشكل كبير في انتشار المرض بالإضافة إلى الإكثار من مساحيق التجميل على غرار الماكياج ومواد إزالته التي تزيد على انتشار الجراثيم. وعن الطرق البسيطة للعلاج دعا الدكتور إلى التنظيف المستمر للوجه باستعمال منشفة خاصة، بالإضافة إلى ضرورة التغذية السليمة وعدم الإكثار من تناول المنبهات والمأكولات الدهنية، ويستحب استعمال المضادات الحيوية على غرار مركبات "التتراسيكلين" التي تؤدي إلى القضاء على البكتيريا الموجودة داخل الغدد الدهنية، وحذر الدكتور من تجريب أي دواء دون استشارة الطبيب المختص الذي يقدر وضعية وعلاج كل مصاب. بلقاسم حوام