تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي، خلال الساعات الأولى من نهار السبت، لفتح الطرق والمسالك وفك العزلة عن المواطنين وهذا إثر التقلبات الجوية الأخيرة المصحوبة بتساقط كثيف للثلوج التي مست الولايات الشرقية والوسطى للوطن، حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح المصدر، الأحد، أنّ مفارز للجيش الوطني الشعبي فتحت الطريق الرابط بين بلدية الشريعة والبليدة بالناحية العسكرية الأولى، والطريق الرابط بين منطقة جوادة وبلدية بابور بولاية سطيف بالناحية العسكرية الخامسة، وذلك باستعمال آليات ومعدات تم تسخيرها لهذا الغرض. ومكنت عملية بحث واسعة تمت في ساعة متأخرة من ليلة السبت إلى الأحد بأعالي جبال بابور الواقعة أقصى شمال سطيف من إجلاء 16 سائحا من بينهم عائلة مكونة من 6 أفراد كانوا بصدد التخييم بالمنطقة، حسب ما علم من مصالح دائرة بابور. وأكد الأمين العام لذات الدائرة خالد خليفت بأن عملية البحث قد انطلقت مساء السبت بعد تلقي مكالمة هاتفية مستعجلة تفيد بوجود 16 مواطنا بأعالي جبال بابور بصدد التخييم من بينهم عائلة تضم أطفالا مما أدى إلى تشكيل خلية أزمة مستعجلة تضم رئيس ذات الدائرة وعناصر الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني ومصالح المجلس الشعبي البلدي بالإضافة إلى مواطنين متطوعين. وتم التنقل إلى منطقة البطحة الواقعة بمرتفعات جبال بابور (بعلو 2004 متر عن سطح البحر) في ظروف مناخية جد صعبة بسبب التراكم الكثيف للثلوج مما تسبب في صعوبة المسلك ليتم العثور على مكان تخييم جميع السياح بما فيهم العائلة وإجلائهم جميعا في حدود الساعة الثانية من صبيحة الأحد. وحسب ذات المصدر فإن جميع السياح الذين تم إجلاءهم إلى مدينة بابور (42 كلم شمال سطيف) وهم 10 مواطنين من ولاية سطيف و6 آخرين من ولاية عنابة كانوا في حالة صحية جيدة، حيث تم التكفل بهم وضمان إيوائهم من طرف مصالح المجلس الشعبي البلدي لذات البلدية. من جهة أخرى، سجلت فرق الإنقاذ التابعة للحماية المدنية بولاية سكيكدة، خلال ليلة واحدة، حوالي 92 تدخلا من أجل عملية امتصاص المياه بسبب ارتفاع منسوبها، وتسببت الثلوج في عرقلة حركة المرور على عدة محاور، خاصة ببلديات الجهة الغربية على مستوى الطريق الولائي رقم 7، بالطرق الرابطة بكل من بلدية أولاد أعطية وقريتي الطرس ولعوينات، وقريتي الطرس وسيوان، أين بلغ سمك الثلوج أكثر من 20 سنتيمترا، كما اصطفت السيارات لوقت طويل، خاصة خلال الفترة الصباحية، الأمر الذي أدى بالجهات المعنية إلى تغيير المسار، وتدخلت مصالح الحماية المدنية ومديرية الأشغال العمومية، وعناصر الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي، لفتح المحاور المذكورة، إلا أن الحركة كانت بطيئة جدا بسبب التساقط الكثيف للثلوج. وشهدت البلديات الجبلية بولاية جيجل خصوصا على مستوى المناطق المرتفعة يوم الأحد عودة حركة السير بها، من بينها بلدية سلمى بن زيادة الجبلية وكذا أعالي بلدية لعوانة، حيث كانت الثلوج قد تسببت في قطع الطريق الولائي رقم 137 قبل أن تتدخل مصالح الأشغال العمومية مستعملة كاسحات الثلوج، وتمكنت من فتحه انطلاقا من بلدية سلمى بن زيادة إلى غاية منطقة القرن، كما فتحت الطريق الرابط بين ذات البلدية وإيراقن سويسي في شطره الرابط بين سلمى وخناق الجمعة الذي أصيب بالشلل أول أمس السبت. كما تدخلت ذات المصالح منذ أول أمس، من أجل فتح الطريق الوطني رقم 137 ب الرابط بين زيامة منصورية وإيراقن سويسي على مستوى مقطع بئر غزالة – الركيزة، وإعادة حركة المرور عبره. وشكل تساقط الثلوج هاجسا لدى سكان البلديات الجبلية والنائية، الذين عادة ما تحرمهم الثلوج التي تتسبب في قطع الطرقات من التنقل وقضاء حوائجهم، كالتزود بقارورات غاز البوتان، أو التنقل إلى الهياكل الصحية من أجل العلاج، فضلا عن حرمان أبنائهم من التنقل إلى مدارسهم خصوصا في ظل نقص حافلات النقل المدرسي، ولكن تدخل السلطات في الوقت المناسب لم يؤثر على الدراسة نهار أمس، كما ساهمت الأمطار التي تهاطلت ليلة أول أمس في إذابة الثلوج، في ولاية ميلة حيث لم يتبق فيها أي طريق مقطوع حسب مصالح الدرك الوطني وهذا منذ مساء السبت. واحتج ظهر الأحد تلاميذ وأساتذة متوسطة دريدي قدور ببلدية بوكبش التابعة لويلان بسوق أهراس، بسبب انعدام التدفئة التي تنعدم تماما بهذه المتوسطة الجديدة التي تضم 250 تلميذا، وتم فتحها مؤخرا من طرف السلطات المحلية. وفي سياق متصل دفع الوضع الجوي المتردي بمدينة بجاية، إلى دخول أساتذة وعمال ابتدائية "الإخوة سوماري" في إضراب عن العمل، بسبب غياب التدفئة وتجمع مياه الأمطار في الساحة، والأروقة المؤدية إلى الأقسام، كما سجل في الوقت ذاته انحراف شاحنة نصف مقطورة، على الطريق الوطني رقم 26 الرابط بجاية بوسط البلاد، أسفل الطريق بسبب وضعية هذا الأخير.