أكدت مديرة ديوان رياض الفتح بالنيابة، السيدة فريدة طهرات، في حوارها مع "الشروق"، أنها لم تتردد في استلام منصب إدارة المؤسسة من جديد، رغم الوضع الكارثي، الذي كان عليه في السنوات الماضية، ما تسبب في الأزمة التي أسالت الكثير من الحبر، وأجبرت وزارة الثقافة على تغيير مديرها، الذي مكث فيها لأزيد من 07 سنوات. بعد إعادة تنصيبك بالنيابة على رأس ديوان رياض الفتح، ما هي التحديات التي تواجهك في تسيير الأزمة التي تعاني منها المؤسسة؟ من مساوئ الصدف، أنني التحقت بهذا المنصب في ظروف جد صعبة، أولها كانت الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها المؤسسة، نتيجة تراكم الديون، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا التي فرضت علينا الحد من النشاط الذي من شأنه توفير بعض المداخيل للمؤسسة، فكان من الواجب التشبث بكافة الحلول التي من شأنها إخراج المؤسسة من الأزمة بدءا بدعم وزارة الثقافة التي صبت 75 بالمائة من الميزانية فيما بقيت 25 في المائة معلقة، نتيجة تأخر اجتماع مجلس الإدارة للديوان. كيف تعاملتم مع أزمة ديون المؤسسة خاصة بعد رحيل المدير السابق لديوان رياض الفتح؟ لقد ساعدتني خبرتي وانتسابي لهذه المؤسسة لما يزيد عن 15 سنة في إيجاد بعض الحلول حسب الأهمية في تخطي المشاكل المالية التي عانت منها المؤسسة في السنوات الأخيرة، لذا، اعتمدنا كمرحلة أولى إيجاد حل توافقي مع بعض المتعاملين على غرار سونلغاز والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، بهدف جدولة الديون المترتبة علينا على شكل أقساط قصد التخفيف من حجم المديونية مع الأخذ بعين الاعتبار الأسبقية في دفع أجور العمال الذين تعاونوا معي في تخطي أزمة المؤسسة. في رأيكم من هو المتسبب في الوضعية التي آل إليها ديوان رياض الفتح خاصة بعد النشاط الذي عرفه في فترة الثمانينيات والتسعينيات؟ في الحقيقة، لم يكن لدي الوقت الكافي للخوض في أسباب الأزمة كوني انشغلت رفقة الزملاء في إيجاد حلول لإنقاذ المؤسسة من الإفلاس والضياع قبل فوات الأوان. هل تمت محاسبة المتسببين في أزمة ديوان رياض الفتح؟ أنا لست مخولة للإجابة عن هذا السؤال، كوني مسيرة لا أكثر، بالإضافة إلى أن الوزارة الوصية تدرك كل التفاصيل المتعلقة بالأزمة، وبالتالي هي وحدها من تفصل في قضية متابعة ومحاسبة المتسبب الرئيسي في الأزمة من عدمها. في ظل الأزمة المالية التي تهدد المؤسسة، هل توصلتم إلى حل توافقي للمشكل القائم بين نقابة وإدارة ديوان رياض الفتح؟ مشكل النقابة مع الإدارة كان قبل استلامي للمنصب، والحمد لله مع تدخل الوزارة التي أقالت المدير السابق تم حل النزاع ومباشرة الإصلاحات في المؤسسة، حيث توصلت لحل توافقي خاصة أن النقابة عنصر مهم ومتعاون فعال في ازدهار الديوان، وأنا شخصيا لن أقبل بوجود الأجواء المشحونة أو المتوترة بين العمال، الذين أعتبر نفسي واحدة منهم، والدليل على ذلك عزمنا على إعادة إدماج الزملاء المفصولين سالفا إلى المؤسسة بمجرد انتهاء الإجراءات القانونية التي باشروها في المحكمة. تناقلت وسائل الإعلام في ما مضى خبر إدماج مؤسسة ديوان رياض الفتح مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي، إلى أين وصل المشروع؟ في الواقع، لم يكن الخبر يوما مشروعا رسميا، وما تم تداوله سابقا كان مجرد إشاعات لا أكثر، والدليل على ذلك أنني لم ألتق يوما بوثيقة رسمية تتحدث عن هذا المشروع منذ اشتغالي في هذه المؤسسة لأكثر من 15 سنة. ما هي الإستراتيجية التي تعتمدينها للنهوض بالمؤسسة من جديد؟ الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة إطلاق النشاط الثقافي الذي عرف توقفا منذ ما يقارب السنة نتيجة الجائحة، ولهذا اعتمدنا على التنويع في النشاطات التي نحن بصدد التحضير لها على غرار فتح قاعات السينما التابعة للديوان، التي تدر مداخيل معتبرة للمؤسسة، إلى جانب فتح المجال أمام الجمعيات والتعاونيات وكل الفنانين بمختلف إبداعاتهم من مسرح، موسيقى، معارض وغيرها بهدف بعث الحركة والنشاط في فضاءات الديوان التي لطالما عرفت توافدا كبيرا للجمهور. كما اشتغلنا مؤخرا على إعادة تهيئة بعض المرافق الحيوية التابعة للمؤسسة على غرار غابة الأقواس التي ستفتح أمام الجمهور من عائلات وأطفال ببرنامج يتماشى مع مختلف المناسبات على مدار السنة، خاصة بعد تسجيل التعاون بيننا وبين مديرية الغابات، التي ساهمت بشكل كبير في إعادة الحياة إلى غابة الأقواس، بالإضافة إلى الشراكة التي ستجمعنا مع الكشافة الإسلامية الجزائرية التي ستهتم بتجهيز فضاءات التسلية للأطفال، وكذا الاتفاقية التي سنوقعها مع المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري التي ستعمل على تغطية وترويج مختلف نشاطاتنا مستقبلا. ما هي أهم البرامج الثقافية التي تحضرونها للجمهور مستقبلا؟ حاليا، نحن بصدد التحضير لاحتفالية يناير التي ستقام بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة والمحافظة السامية للأمازيغية، حيث ستعرف مشاركة كثيفة لمختلف الجمعيات والفنانين من مختلف المجالات، وسيكون الجمهور على موعد مع عدة نشاطات تعكس عادات وتقاليد بلادنا في الاحتفال بهذه المناسبة الهامة، على غرار معرض الأطباق والملابس التقليدية وكذا استعراض الجمعيات لطقوس الاحتفال بيناير حسب عادات وتقاليد كل منطقة من مناطق الوطن، بالإضافة إلى عدة نشاطات فنية تعكس ثراء وتنوع موروثنا الثقافي، التي ستمتد على مدار 4 أو 5 أيام من الاحتفال على مستوى مختلف فضاءلت ديوان رياض الفتح. كما يتم التحضير حاليا لبرنامج منوع لتنشيط سهرات شهر رمضان المقبل، حيث باشرنا الاتصال بعدة أسماء فنية لغرض برمجتها، كما نرحب بكل الاقتراحات التي من شأنها بعث الحركة الفنية والثقافية للمؤسسة. كلمة أخيرة.. أنا أتفاءل خيرا بإعادة البريق والحياة إلى هذا الصرح الثقافي الهام، الذي لطالما فتح أبوابه للفنانين والمثقفين منذ عقود، وهذا هو هدفنا الذي نصبو إليه بتكاتف جهود كل عمال وعاملات المؤسسة الذين لا يدخرون جهدا في خدمة الفنان والجمهور في نفس الوقت.