بعد سنوات طويلة من الزواج، تنطفئ شموع الحب، وتبدأ "مفرقعات" الخلافات تنفجر الواحدة تلوى الأخرى إلى أن يحدث الانفجار الكبير! يحدث هذا، في الوقت الذي كان منتظرا من الزوجين أن يبلغا مرحلة من النضج والاستيعاب لبعضهما، ولكن أحد الطرفين يتأخر في الوصول إلى هذه المرحلة، فمن هو هذا الطرف؟! من المعروف علميا أن الرجل بعد سنوات طويلة من الزواج، يفتح لنفسه ثغورا جديدة في الحياة تمكّنه من التقاط نفَس جديد من الشباب الذي فارقه. وكثيرا ما تلاحظ الزوجات اللواتي بلغ أزواجهن أعمارا تفوق الخمسين أو قبل ذلك بقليل، أن شريك الحياة نكص على عقبيه وصار يتصرف كالمراهقين، مما يسبّب الإحراج لها ولأولاده. شيئا فشيئا، يبدأ الرجل المتصابي في الانسحاب من حياة أسرته لصالح أصدقائه ونزهاته الكثيرة التي تجعله غريبا عن زوجته وأبنائه مما يثير الكثير من الخلافات. وينظر خبراء علم النفس إلى هذا السلوك على أنه دليل على أن هذا الرجل حُرم شيئا مهما في طفولته وهو الحب والاهتمام اللذان صار يبحث عنهما عند أصدقائه ونساء أخريات غير زوجته. وقد يكون هذا الزوج قد تعرض للتضييق وانتزاع حقوقه في التعبير عن مشاعره في سن المراهقة. ومما لا شك فيه، أن زواج الرجل في سن مبكرة، وتحمّله للمسؤولية، يعد سببا آخر في بعض الأحيان يدفعه للبحث عن متنفس جديد بعيدا عن الالتزامات العائلية. وقبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة بهذا السلوكات الغريبة الصادرة من المسؤول الأول عن البيت، يسارع المتخصصون والمستشارون الأسريون إلى إرسال إنقاذ الأسرة قبل أن تتشتت بخطة ناجحة أثبتت فعاليتها مع الأزواج. حول هذا الموضوع، تقول الخبيرة الأسرية، زهرة المعبي، إنه لا يوجد ما يصطلح على تسميته ب:"المراهقة المتأخرة" للزوج، بل هي نزوات عابرة ويمكنها أن تمر بسلام بعد فترة معينة. وتربط خبيرة الأسرة هذا الأسلوب الجديد في حياة الرجل الذي يُنظر إليه على أنه متصاب، بكون وضعه المادي والاجتماعي قد طرأ عليه تغيير الأمر الذي يدفعه إلى تغيير تصرفاته التي تبدو غير متوافقة مع سنه. ولا تستشعر الدكتورة المعبي أي خطورة من هذا السلوك الجديد، طالما أن الأمر لم يخرج على السيطرة ويتحول إلى انحلال وانحراف أخلاقي يضر الأسرة برمتها. ولذلك على الزوجة أن تتحرك في الاتجاه الصحيح الذي يضمن لها بقاء زوجها تحت "عينيها" وبعيدا عن أي انحراف. والاتجاه الصحيح الذي يقصده الخبراء الأسريون، هو أن تكون الزوجة قريبة من زوجها وأن تشاركه اختيار ملابسه وتساعده على تغيير مظهره بعيدا عن أي مبالغة. ومن الضروري جدا أن تعبّر الزوجة عن إعجابها لزوجها حتى لا يفتش عن الإعجاب في عيون الأخريات. وتقترح الخبيرة الأسرية زهرة المعبي، على السيدات نظرية ذات أثر بالغ في إنهاء حالة القلق التي تعتريهن وهن يلاحظن نفور أزواجهن منهن. تعرف هذه النظرية ب 80/ 20 وتعني أن يُترك للزوج الحرية في ممارسة حياته الخاصة بنسبة 20 بالمائة دون أن تتدخل فيها الزوجة، بشرط أن يكون بعيدا عن الانحرافات، فيما يوجه نسبة 80 بالمائة من اهتماماته لأسرته. تبدو هذه القسمة عادلة وإن بدت غير ذلك، على اعتبار أن الرجل ينبغي عليه أن يركز كل اهتماماته على بيته ولا يشتتها بين هذه وتلك. ومتى استطاعت الزوجة أن تطبق هذه النظرية بكل أمانة في حياتها، أصبح بإمكانها أن تستعيد زوجها دون أن تتفأجأ يوما بأنه تزوج عليها، أو اشترى كلبا من نوع "كانيش"، أو صبغ شعره باللون الذهبي!