توفي، مساء الإثنين، نزيلان بالمؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية والنفسية بسيدي بلعباس، حيث انتحر الأول شنقا باستعمال سرواله الرياضي بإحدى الغرف الانفرادية، بينما لفظ الثاني أنفاسه الأخيرة عند محاولته الهرب من نافذة غرفته الانفرادية المطلة على ساحة المستشفى، أين علق رأسه بين القضبان الحديدية التي كسرت عنقه عند محاولة إخراجه. فتحت مصالح الشرطة تحقيقا في الحادثتين وظروفهما، لاسيما ما يخص أماكن تواجد الطاقم الطبي المناوب عند وقوع الحادثتين. بينما أشارت مصالح طبية من داخل المستشفى، إلى أن الضحيتين كانا في حالة هيجان بسبب الاضطرابات النفسية الحادة التي كانا يعانيان منها، خاصة في ظل عدم استجابتهما للأدوية التي أعطيت لهما خلال الأسبوع الأول لتواجدهما بالمستشفى. ما ألزم الأطباء المتابعين لحالتهما النفسية وضعهما في غرف انفرادية. وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية تعاني العديد من المشاكل الإدارية التي ترتبت على نقص الأطباء المختصين، في التكفل بجموع المرضى ممن يعانون من أمراض نفسية وعقلية، وحتى المدمنين القادمين من الولايات الغربية. وهي وضعية أجبرت ثلاثة رؤساء مصالح على تقديم استقالتهم خلال الأشهر الماضية، ما وضع الطاقم الإداري في حرج، وحال دون مقدرته على التكفل الجيد بالمرضى، خاصة وأن المستشفى له طاقة استيعاب تقدر ب 120 سرير. ومن جهته، صرح مدير الصحة والسكان لولاية سيدي بلعباس، بأن مصالحه قامت برفع دعوى قضائية ضد المؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية، كما اتخذت قرارا بتوقيف الطاقم الطبي المناوب كإجراء إداري أولي، إلى حين استكمال التحقيقات الإدارية والأمنية. قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتسببين في هذه الحادثة، المقترنة بالإهمال في أداء المهام .