قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحاجة لمراجعة التاريخ الاستعماري في الجزائر بخطوة مماثلة قام بها جاك شيراك عندما اعترف بتواطؤ بلاده في اعتقال وملاحقة اليهود أثناء الاحتلال النازي. وجاء في افتتاحية الصحيفة، أنه "إذا أراد الرئيس ماكرون أن تؤدي جهوده لشفاء الجروح من الماضي الاستعماري، فهناك حاجة لفعل مماثل من التعبير عن الندم مما جرى في أثناء حرب الجزائر". وذكرت الصحيفة بما قام به الرئيس جاك شيراك قبل ربع قرن عندما اعترف بتواطؤ بلاده في اعتقال وملاحقة اليهود أثناء الاحتلال النازي، مشيرة إلى أنها كانت "لحظة من التطهر الوطني". وتحدثت "الغارديان" عن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمراجعة الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر الذي أبطله بقرار وقائي يستبعد الاعتذار أو التعويض، وأثنت على قرار ماكرون فتح الأرشيف الفرنسي وكسر الصمت عن المسكوت عنه في هذا الفصل الأسود من تاريخ فرنسا لكنها ترى الجهود هذه ليست كافية لرأب جراح الماضي بين البلدين. وعادت الصحيفة إلى خطاب ماكرون بخصوص الإسلام في فرنسا، حين وصف فرنسا بأنها "بلد بتاريخ من الماضي الاستعماري والكدمات التي لم يتم التخلص منها بعد. وبوقائع مغروسة في نفسيتنا الجماعية، وحرب الجزائر هي جزء منها". وذكرت أنه "عادة ما ابتعد الرؤساء السابقون عن الحرب المرتبطة بالمهانة الوطنية والعنف الوحشي والعنصرية الاستعمارية لكن في بلد لديه أكبر عدد سكان مسلمين في أوروبا توصل ماكرون إلى أن التعامي الرسمي عن هذا لم يعد مقبولا". وتابعت الصحيفة أن "ماكرون يستحق الثناء على فتح النافذة ليدخل منها بعض الهواء". وعلقت على رفض الإيليزيه بطريقة استباقية تقديم اعتذار رسمي عن تاريخ فرنسا في الجزائر بكون ماكرون يخشى من إثارة جدل وطني قبل انتخابات الرئاسة في العام المقبل والتي سيواجه فيها بالتأكيد جولة إعادة أمام مارين لوبان، زعيمة التجمع الوطني اليميني المتطرف. وترى الصحيفة أن فرنسا تحتاج لكي تطوي الصفحة الصادمة من تاريخها الاعتراف بمسؤوليتها الرئيسية كقوة استعمارية وعن الحرب القاسية ما بين 1954- 1962، وعدم فعل هذا سيكون بمثابة صفعة للمراوغة التي طالما انتقدها ماكرون.