توفي، مساء الاثنين، الأستاذ الجامعي ميلود نعيجة في تركيا، قبل أن يحوّل إلى الجزائر بعد عملية تضامنية كبيرة بمدينة العلمة بولاية سطيف، توجت بجمع 1 مليار سنتيم لنقل الأستاذ إلى بيته. المرحوم دكتور من مدينة العلمة وأستاذ بجامعة برج بوعريريج، تنقل للعلاج في تركيا، بعد معاناته من سرطان العظام. فتلقى العلاج في مستشفى تركي خاص، أين اتضح أن تكاليف العلاج مرتفعة جدا، وظلت في ارتفاع مستمر مع مكوث الأستاذ تحت العناية الطبية، ما دفع بأخته إلى توجيه نداء استغاثة لناشطين بالعلمة الذي نشروا النداء عبر الفايسبوك وتحرك أبناء مدينة العلمة بقوة وتمكنوا في ظرف أقل من 24 ساعة من جمع 460 مليون سنتيم لتسديد تكاليف الطائرة الخاصة لنقل ميلود إلى الجزائر. والمفاجأة الكبرى جاءت من طبيب من العلمة يعيش في أمريكا، منذ مدة طويلة والذي تحمل كافة مصاريف المستشفى التركي. وكان من المفروض أن يحول الأستاذ إلى الجزائر كمريض في حالة حرجة يريد أن يُقبل والدته ويلتقي بأهله كما تمنى، لكن شاءت أقدار الله أن يفارق الحياة ليلة أول أمس، فتحولت عملية تحويل مريض إلى عملية نقل جثة، حيث شرع أهل المرحوم في ضبط الإجراءات الضرورية لدفن المرحوم بمسقط رأسه بالعلمة وسط حالة من الحداد تعيشها المدينة حاليا. يذكر أن العملية التضامنية مع الأستاذ ميلود نعيجة كانت أسطورية وجد مؤثرة، حيث جمع الرجال من أبناء مدينة العلمة مبلغ 1 مليار سنتيم في ظرف قياسي لم يتجاوز يوما واحدا. ومن المتضامنين تجار قدموا مبالغ مالية معتبرة، ومنهم كذلك فقراء قدموا مبالغ زهيدة لكن أثرها كان بليغا فشاهدنا أحدهم وهو يتبرع بمبلغ 1000 دج بينما تبرعت طفلة صغيرة من العلمة تبلغ من العمر 8 سنوات بحصالتها، والتي عند فتحها عثر بداخلها على مبلغ 12 ألف دج، واستمرت الخرجات المؤثرة بتنقل شيخ طاعن في السن يرتكز على عصاه وهو يحمل ظرفا فيه مبلغ 3000 دج، بينما امرأة أرسلت بظرف بدا غريبا في شكله وعند فتحه عثر بداخله على قطعة ذهبية "لويزة"، ليكون بذلك أبناء مدينة العلمة قد ضربوا أصدق مثال للتضامن الحقيقي، الذي يعد من شيم الرجال العظماء والنساء الحرائر.