أظلمت الدنيا في عيونهم، وانكسرت قلوبهم الصغيرة منذ أن تركتهم قبل 13 سنة ولم تعد، لأنها ببساطة لا تعرف طريق العودة. تلك هي مأساة عائلة شبايكي القاطنة بالشريعة ولاية تبسة التي صدمت سنة 2008 باختفاء الوالدة والزوجة المدعوة شبوكي فطوم المولودة بتاريخ 1 جويلية 1961. منذ ذلك اليوم الأسود، لم تعرف الأسرة طعم الحياة، خاصة وأنها لم تعثر على أي خبر يقودها إليها حية كانت، أو حتى ميتة ومدفونة في أي مكان. بدأت الحكاية كما يروي ابنها أحمد ل "جواهر الشروق" يوم 11 أفريل 2008، عندما أخذها زوجها إلى طبيب الأعصاب بتبسة الذي ترتاده كل ثلاثة أشهر ذلك لأن فطوم تعاني من مرض ذهني. هذا ما رواه الأب لأبنائه الصغار وعلى غير العادة، ذهب زوجها ليشتري لها الدواء من الصيدلية، وعندما عاد إلى الطبيب حيث تركها، لم يجدها. ذعر الزوج، وانتابته حالة من القلق خاصة وأنه يعرف أن زوجته مريضة ولا تعرف كيف تعود إلى البيت. سأل عنها الأشخاص المتواجدين في العيادة الطبية، فقالوا له إنهم لم يلمحوها وهي تخرج. منذ تلك اللحظة، بدأ البحث عن السيدة المريضة في كل اتجاه، وعندما لم يجدوا لها أثرا، قام شقيقها وابنها أحمد وابنتها الكبيرة بإبلاغ الشرطة التي لم تزودهم بأي معلومات عنها بعد بحث طويل. وحتى عملية البحث عنها في برنامج "كل شيء ممكن" ونشر صورتها في إحدى الجرائد لم يأت بنتيجة. ولم تغفل عائلة شبايكي عن دار المسنين التي زارتها علها تجدها هناك، ولكن أملها تبدد منذ الوهلة الأولى. عاشت الأسرة أياما قاتمة السواد بعد أن فشلت في الوصول إلى فطوم، فأبناؤها الأربعة( ذكر و3 إناث) رغم أنهم كانوا في سن صغيرة، إلا أنهم تجرعوا مرارة الفقد، حيث يقول أحمد الذي يبلغ من العمر 26 سنة، إنه أصبح يتمنى الموت لنفسه لأنه فقد مصدر الحنان. فرغم أن أمه كانت مريضة، إلا أنها لم تبخل على أبنائها بفيض من مشاعر الحب التي يرونها في تصرفاتها ومواقفها المختلفة، إلا أنه يحاول أن يصمد من أجل أخواته البنات اللواتي لا يزلن يكابدن مشاعر الحزن. وبقدر ما تبدو كل أبواب الأمل في الوصول إلى فطوم موصدة، خاصة بعد مرور 13 سنة على اختفائها، إلا عائلتها لم تيأس بعد ولم ينقطع بها حبل الرجاء. ولذلك تناشد عائلة شبايكي السلطات والمواطنين لمساعدتها في العثور عليها، ولمزيد من المعلومات يرجى الاتصال على رقم ابنها أحمد: 0657737822