إذا كان الشجار مع زوجك هو أكثر ما يزعجك ويفقدك الشعور بالأمان على مستقبل العلاقة الزوجية، فعليك أن تطمئني لأنك في الاتجاه الصحيح! ولا تستغربي إذا اقترح عليك الخبراء النفسانيون والاجتماعيون جملة من الفوائد التي تجنيها من خلال الشجار، بشرط أن يحافظ على سلميته ولا يقود إلى استعمال "أدوات" محظورة، مثل قبضة اليد من جانب الزوج، والأظافر الحادة من جانب الزوجة! يكفي أن تعرفي أن الخلافات الزوجية أحيانا، تعتبر فرصة حقيقية لاكتشاف الطرف الأخر والتعرف على بواطن نفسه وما هي الأمور التي تثير إزعاجه وتحمله على الانفجار، وهذا ما أفضت إليه دراسة سويسرية، لتتعاملي مع الشجار على أنه صمّام الأمان الذي يحافظ على توازن الحياة الزوجية. قواعد الشجار "الصحي" من الواضح أن الشجار المفيد الذي يقصده خبراء الحياة الزوجية، ليس هو الشجار الذي يندلع لأسباب تافهة ويستمر لساعات طويلة ويسمعه جيران الجيران، وينتهي بالاعتداء بالضرب، وتشارك في فضه المطافئ والحماية المدنية! وليس هو الشجار الذي تستعمل فيه كلمات نابية، وعبارات مستفزة، وتلميحات مشينة، وتصريحات مسيئة. ومن المهم جدا تحديد الهدف وعدم النبش في مواقف وخصومات سابقة. ومن الخطير جدا أن يندلع الشجار أمام الأطفال، فيفقدوا احترامهم لوالديهم وتنغرس فيهم مشاعر الخوف العاطفي. ومن الخطأ إشراك الغريب والقريب في هذا الشجار بهدف حل المشكلة. وكلما كان أحد الطرفين مستعدا لتقبل الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ، أصبح عليك أن تقبلي على الشجار بقلب "مفتوح" لتجني هذه الفوائد. قف عند الحدود يعمل الشجار أحيانا على تنبيه الطرف الآخر إلى الحدود التي يجب أن يقف عندها ولا يتعداها لأنها تمثّل منطقة "ملغمة" قد تكون هي السبب في حدوث الانفصال بين الزوجين، وغالبا ما يكشف الشجار عن هذه الحدود. نفّس عن المشاعر السلبية يعتبر الشجار بين الزوجين أحيانا محطة للتنفيس عن المشاعر السلبية، وكلما استطاع أحد الطرفين إفراغ هذه المشاعر استعاد لياقته وهدوءه النفسيين. الوصول إلى مرحلة النضج حسب الكاتبة إيكاترينا راغوزينا التي نشرت تقريرا على موقع برايت سايد الأمريكي، فإن المحاولات المستمرة لتفادي الخلافات بين الزوجين، ليست هي الطريقة الصحيحة لبناء علاقة طويلة الأمد. فالإفصاح عن رأيك بصراحة، أثناء نشوب الشجار يعدّ دليلا على أنك وصلت إلى مرحلة من النضج الذي يسمح لك بتطوير العلاقة وتحسينها، بدل الاحتماء خلف الهجوم والصراخ. التخلص من الملل بعد فترة من الزواج، ربما تكون قصيرة جدا، يتسرب الملل إلى حياة الزوجين، فكل واحد منهما اكتشف مميزات الآخر وعيوبه ولم يعد هناك ما يثير اهتمامه فيه. فتبدأ العلاقة بالفتور، ويحدث ما يسمى بالطلاق العاطفي، وهنا تأتي "الخلافات" لتحرك العلاقة في اتجاه جديد يوقد الحماس بين الزوجين ويحقق لهما نوعا من الشغف الذي يقربهما بعد "حرب" قصيرة. تصحيح المواقف يعتبر الشجار فرصة حقيقية للزوجين لتصحيح المواقف المتراكمة من الطرف الآخر، وكشف عن "النوايا" الحقيقية التي يضمرها لشريك الحياة. فبعض الأزواج يبدون غير ما يخفون في أنفسهم، أو يعجزون عن التعبير عن مشاعرهم الحقيقية، فيأتي الشجار ليزيح الستار وينبه الأخر إلى ما يجب أن يفعله أو ما يجب أن يتركه. إذن قلّمي أظفارك وحددي أهدافك لشجار يعيد للحياة توازنها المفقود.