أحبّت الرسم منذ طفولتها، ولكن أناملها لم تداعب القلم إلا مع ظهور فيروس كورونا. لذلك تشعر الرسامة نوال يعلاوي بالامتنان لهذا الوباء الذي أخرج موهبتها إلى العلن وقادها إلى البورتريه الذي ينظر إليه الفنانون على أنه فن معقد، لاعتماده على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه. فخلال أشهر الحجر الصحي الثقيلة، وجدت نوال نفسها مجبرة على التفتيش بين ثنايا مواهبها، فامتشقت القلم ورسمت صورة والدها التي نالت إعجاب كل من رآها. من هنا بدأت نقطة الانطلاق نحو عالم رمادي جذّاب بات يسرق منها ساعات وساعات من الوقت دون أن تشعر بثقل أيام الحجر. رسمت نوال شخصيات مختلفة بدون أن تمتلك خبرة مسبقة أو تتلقى دروسا في هذا المجال، وهو ما جعلها تتلقى طلبات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على غرار فيسبوك وانستغرام، إذ أن بعض أعمالها قُدمت في شكل هدايا للأشخاص المرسومين. وكلما رسمت يعلاوي رسمة، شعرت بأنها طورت من موهبتها واكتسبت خبرة جديدة إلى غاية أن وصلت إلى هذه المرحلة من الإتقان وذلك خلال فترة قصيرة جدا. أجادت ابنة الحراش رسم البورتريهات خلال هذه الفترة ما جعلها تتعلق أكثر بهذا الفن، مستعملة في ذلك أقلام رصاص والفحم المخصص للرسم وأعواد قطن أو مدعكة وممحاة. وحتى يكون البورتريه في مستوى التطلعات، تشترط نوال على الشخص المطلوب رسمه، أن تكون صورته على درجة عالية من الوضوح حتى تتمكن من نقل التفاصيل إلى اللوحة بدقة كبيرة، مع التركيز على تعبيرات الوجه التي تعتبر مهمة جدا. وتعتبر نوال في حديثها ل" جواهر الشروق" أن أقرب بورتريه إلى قلبها هو الذي رسمت فيه والدها مع أمه المتوفية، وهي صورة مدّت جسرا عاطفيا أوقد مشاعر الحب والاقتراب لدى والدها. لم تعرض نوال رسوماتها على أشخاص متخصصين إلا من خلال الانترنت بسبب ظروف الجائحة، و أمكنها أن تشارك في مسابقة فنية في مصر عبر الانترنت أيضا. وتطمح هذه الفنانة إلى تطوير موهبتها، وبلوغ أعلى درجات هذا الفن ليكون لها موطئ قدم بين الفنانين الذين ولجوا أبواب هذا النوع من الرسم.