حالة رعب وخوف عاشها الجزائريون، نهاية الأسبوع المنصرم، إثر تسجيل هزات زلزالية متتالية في أكثر من ولاية، وفي توقيت زمني متقارب. وهي حالة نادرة الحدوث ولم نعشها من قبل. وزادت الأخبار بإمكانية حدوث تسونامي مدمر بالجزائر، حالة التوتر والقلق. وطمأن المختصون في علم الفلك، مؤكدين أن الظاهرة طبيعية جدا، رغم أنها نادرة الحدوث. سجّل المركز الوطني لرصد الزلازل، الخميس، في حدود الساعة الواحدة و4 دقائق هزة أرضية، بلغت شدتها 5.9 درجات على سلم ريشتر بولاية بجاية، تبعتها 7 هزات ارتدادية، سجلت جميعها في عرض البحر. وبلغت شدتها حسب ترتيبها الزمني: 4.1، 5.1، 3.0، 4.5، 3.1، 2.9، 3.7 درجات. وشعر سكان 13 ولاية بالهزة، وهي سكيكدة، قسنطينة، المسيلة، برج بوعريريج، سطيف، جيجل، ميلة، البويرة، بومرداس، تيزي وزو، والجزائر وتيبازة.. لدرجة قضى كثيرون ليلتهم خارج المنازل، متخوفين من هزات ارتدادية أشد من حيث القوة. وفي الموضوع، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى، البروفيسور عبد كريم شلغوم ل " الشروق"، أن النشاط الزلزالي المسجل، الخميس، يعتبر نشاطا عاديا بالنسبة لشمال الجزائر، ويمكن حصوله في أي وقت من السنة. ولكن الإشكال، حسب قوله "هو كثافة هذا النشاط الزلزالي، أين تم رصد 7 هزات ارتدادية كاملة، وفي ولايات مختلفة.. وهذا أمر يستحق دراسة معمقة من المختصين في الفلك ومعهد رصد الزلازل، لمعرفة سب هذه الكثافة الزلزالية". في حين، طمأن محدثنا الجزائريين، مفندا أخبار اقتراب حدوث تسونامي في الجزائر، إذ أوضح: "من المستحيل حدوث تسونامي في البحر الأبيض المتوسط، لأن تسونامي يكون في المحيطات الكبيرة فقط، على غرار قارتي آسيا وأمريكا، ويمكن أن يكون في أوروبا، لكنه بعيد عن البحر الأبيض المتوسط ". وبدوره، أكد رئيس المنظمة الوطنية للمبدعين والبحث العلمي، لوط بوناطيرو، عبر "الشروق"، أن ما عاشته الجزائر نهاية الأسبوع من نشاط زلزالي، يعتبر عاديا من حيث الظاهرة، لكن "غير العادي هو وقوع عدد من الهزات الارتدادية وفي أماكن مختلفة، وبتوقيت متقارب ". وتفسيرها، حسبه، أنها ظاهرة نادرة الحدوث، ولكنها تدخل في إطار النشاط الزلزالي لحوض البحر الأبيض المتوسط، الذي بدأ في شهر ديسمبر الماضي بعد سبات طويل، الذي توقعناه وحذرنا منه منذ 6 أشهر. وهذا النشاط بدأ منذ فترة بولايات، ميلة، باتنة، تيبازة إلخ، ويندرج ضمن انتعاش نشاط زلزالي عالمي. وأشار محدثنا إلى أن انتعاش النشاط الجيوفيزيائى العالمي، ما هو "إلا في بدايته وسوف يستمر خلال الأيام والأشهر المقبلة في مناطق الحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم". ومن ميزاته هذه المرة، حدوث هزات فردية منفصلة أو متتالية زمنيا ومكانيا حسب طبيعة التركيبة الجيوتكتونيكية لطبقات القشرة الأرضية والخريطة الزلزالية لكل منطقة، وأيضا نظرا لأن الخط الزلزالي "الدال" على منطقة اصطدام لوحة القارة الإفريقية بناظراتها الأورو- آسياوية، المار عبر قاع الحوض البحر الأبيض المتوسط، من شرقه لغربه، والذي يجعل كل بلدانه معرضة ومعنية بهذا النشاط الجديد ". وفي تفسير أكثر بساطة، فإن الطاقة الكبيرة التي كانت تحت الأرض، خرجت دفعة واحدة، وفي أكثر من مكان، بسبب طبيعة الصخور، والتي لم تسمح للطاقة بالخروج دفعة واحدة وفي مكان واحد. وبخصوص، التخوفات من حدوث تسونامي، فطمأن "بأن البحر الأبيض المتوسط، معروف بانحداراته وتقعرات أعماقه، وهذا ما يمتص طاقة تسونامي، ولا يسمح بحدوثه، إلا في حال كانت هنالك هزة أرضية شدتها أكثر من 7 درجات، عكس قاع المحيطات الذي يكون مسطحا ". فمثلا في زلزال بومرداس 2003، حصل تسونامي صغير في البحر الأبيض المتوسط، تسبب في حدوت أمواج بحرية هائلة، وصلت حتى شواطئ فرنسا وإسبانيا. عبد الحميد عفرة: هشاشة المباني هي التي تقتل وليس الزلزال ومن جهته، قال الدكتور عبد الحميد عفرة، مندوب المخاطر الكبرى بوزارة الداخلية، في حديثه لإذاعة سطيف أن الزلازل لا تقتل، بل البنايات التي تفتقر للمعايير التقنية والهشة هي من تقتل، داعيا إلى احترام قواعد البناء. وأضاف أن الجزائر منقسمة إلى خمس مناطق في النشاط الزلزالي، المنطقة 0، تقع أقصى الصحراء الكبرى ينعدم فيها النشاط تماما. أما المنطقة 1، فتتميز بنشاط ضعيف جدا، هي الصحراء الوسطى كغرداية وبسكرة وغيرها. ثم منطقة "2 أ" و "2 ب" هي منطقة الهضاب العليا، وبعض ولايات الشمال نشاط زلزالي متوسط كسطيفبجايةوجيجل. أما منطقة 3 فهي ذات نشاط زلزالي مرتفع، ويتعلق الأمر بالعاصمة، الشلف،عين الدفلى، بومرداس، والبليدة .وكشف الدكتور عبد الحميد عفرة أن الجزائر معرضة ل 15 خطرا طبيعيا على غرار الزلازل، الفيضانات، حرائق الغابات، الاوبئة، التصحر والجفاف..