أكد مدير منظمة هيومن رايتس ووتش فيليب بيلوبيون أن تراجع الولاياتالمتحدة بشأن طلب تقدمت به الى الاممالمتحدة باضافة التحقيق في الصحراء الغربية الى مهام المنظمة الدولية يشكل خيبة أمل وفرضة ضائعة لحل القضية. وقال فيليب بيلوبيون ان "تراجع الولاياتالمتحدة امام المغاربة الذين بالغوا في رد فعلهم يشكل فرصة ضائعة وخيبة امل". واضاف ان "تسوية هذه السنة لا يمكن ان تصمد ما لم يسمح المغرب بزيارات منتظمة لخبراء في حقوق الانسان الى الصحراء الغربية " من جهته، قال ممثل بوليساريو في الاممالمتحدة احمد بوخاري ان "المبادرة الاميركية تبقى قائمة (...) ولن تزول"، وان عدلت واشنطن النص. واضاف ان هذه القضية "كشفت الوجه الحقيقي للمغرب وللذين يعتقدون انهم ابتكروا مفهوم حقوق الانسان بحد ذاته"، ملمحا بذلك لفرنسا المتهمة بدعم الرباط. وأكد دبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة سحبت طلبا تقدمت به الى الاممالمتحدة باضافة التحقيق في الصحراء الغربية الى مهام المنظمة الدولية بعد حملة قام بها المغرب. وكان المغرب دان تحرك الولاياتالمتحدة التي طلبت من مجلس الامن الدولي تبني قرار يتعلق ببعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1974. وتعبيرا عن غضبه، الغى تدريبات عسكرية مشتركة مع الولاياتالمتحدة في تطور جاء بينما تنتهي مهمة بعثة الاممالمتحدة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار في نهاية الشهر الجاري. وكانت الولاياتالمتحدة اقترحت قرارا يدعو بعثة الاممالمتحدة (مينورسو) الى "مراقبة وضع حقوق الانسان والتحقيق فيها" في الصحراء الغربية وفي مخيمات اللاجئين الصحراويين الخاضع لجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لكن بعد الحملة التي قام بها المغرب، سينص القرار على التشجيع على بذل الجهود في مجال حقوق الانسان في المنطقة الغنية بالفوسفات، بدون ادراجه بين مهمات البعثة. وصرح دبلوماسي في الاممالمتحدة طالبا عدم كشف هويته ان "هناك مزيدا من العبارات المتعلقة بحقوق الانسان في النص مما كان قبل عام وهو يشجع على تعزيز الجهود والتقدم في مجال حقوق الانسان". واضاف الدبلوماسي الذي ينتمي الى احدى الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي ويتابع المفاوضات "انها طريقة لابلاغ المغاربة بان الاسرة الدولية تراقب بدقة وتولي اهتماما للصحراء الغربية"، مؤكدا تغيير النص. وكان مجلس الامن مدد مهمة البعثة العام الماضي وطلب من المغرب "تحسين الوضع". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الى مراقبة اشمل لحقوق الانسان في هذه المنطقة. وبعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية هي الوحيدة في العالم التي لا تتمتع بتفويض لمراقبة حقوق الانسان. واتهمت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان ومبعوث خاص للامم المتحدة المغرب بتعذيب الناشطين الصحراويين الذين يطالبون باستقلال الصحراء. لكن المغرب قام بحملة مكثفة ضغط خلالها على دول مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية التي تضم فرنسا واسبانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وروسيا، لتغيير نص القرار. وهذه المجموعة هي التي ستقدم في نهاية المطاف مسودة القرار. كما الغى حتى اشعار آخر تدريبات عسكرية سنوية مشتركة مع الولاياتالمتحدة تحمل اسم اسد افريقيا يشارك فيها 1400 جندي اميركي و900 مغربي.