ذكرت تقارير صحفية إسبانية، أن فرنسا وإسبانيا ترفضان المقترح الأميركي بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية ال»مينورسو« لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما تطالب به كذلك منظمات حقوقية وعلى رأسها »هيومن رايتس ووتش«. ونقلت صحيفة »إلباييس« الإسبانية، عن مصادر داخل مجموعة أصدقاء الصحراء في الأممالمتحدة أن باريس ومدريد تعتقدان أن الاقتراح الأميركي غير قابل للتنفيذ وستكون له انعكاسات على مسار التفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية. وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية الإسباني خوسي مارغايو يدعم فكرة إرسال موفد عن المفوضية العليا للاجئين لمراقبة عمل قوات الأمن في المنطقة، وفي وقت سابق دعت »هيومن رايتس ووتش« مجلس الأمن الدولي إلى إنهاء الحالة الشاذة لمهمة الأممالمتحدة في الصحراء بمد ولايتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية بالمغرب ومخيمات تندوف، مؤكدة أن الصحراويين ما زالوا يعانون من انتهاكات لحقوقهم. وطبقا لمصادر مقربة من المفاوضات، فإن الولاياتالمتحدة تريد من الأممالمتحدة أن تراقب وتتحقق من انتهاكات حقوق الإنسان في المستعمرة الإسبانية السابقة، وتعتزم تقديم مشروع قرار بهذا الشأن إلى مجلس الأمن بمناسبة تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة نهاية هذا الشهر. ورفض المغرب بشكل قاطع المبادرة الأميركية ووصفها بالجزئية والأحادية الجانب دون الإشارة بالاسم إلى الولاياتالمتحدة، وألغى تدريبا عسكريا سنويا مشتركا مع واشنطن كان مقررا أن ينطلق أواخر هذا الشهر. ودعت المنظمة الحقوقية في رسالتها مجلس الأمن، حينما يصوت على تجديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية هذا الشهر، إلى مد ولايتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وفي مخيمات اللاجئين التي تديرها جبهة البوليساريو بالقرب من تندوف. وقالت المنظمة التي مقرها نيويورك عن مينورسو، إن هذه البعثة هي الوحيدة تقريبا بين بعثات حفظ السلام الحديثة، التي تفتقر ولايتها لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان والإبلاغ عنها، وطبقا لرسالة المنظمة الموقعة من المديرة التنفيذية بقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة، سارة لي ويتسون، ومدير مناصرة حقوق الإنسان أمام الأممالمتحدة، فيليب بولوبيون، فإنه تم الترحيب بمبادرات المغرب، خاصة إنشاء مجلس وطني لحقوق الإنسان له فروع في الصحراء الغربية. لكن المنظمة أكدت أن المبادرات المغربية بالرغم من الترحيب بها، تبقى أقل بكثير من مراقبة محايدة، ومستقلة، ومتكاملة، ودائمة لحالة حقوق الإنسان الحالية التي يدعو إليها الأمين العام الأممي بان كي مون. وأضافت الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن أن الناس في الصحراء الغربية ما زالوا يعانون من انتهاكات لحقوقهم، موضحة أن السلطات تواصل تعريض الصحراويين الذين يدافعون عن تقرير المصير أو يدينون انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان لأشكال مختلفة من القمع. وتراقب بعثة الأممالمتحدة احترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين أطراف النزاع منذ عام ,1991 وجدد مجلس الأمن العام الماضي ولاية هذه البعثة سنة واحدة، مطالبا المغرب في الوقت نفسه بتحسين وضعية حقوق الإنسان في المنطقة.