كلّ الطرق لا تؤدي إلى علاج مرضى التلاسيميا في الجزائر بعد أن فقد العلاج بكل أشكاله طريقه إلى هذه الفئة التي تعاني في صمت دون تكفل جدي من قبل الحكومة بها. وفي ذكرى اليوم العالمي للتلاسيميا دقّت رئيسة مصلحة أمراض الدم على مستوى مستشفى بني مسوس البروفيسور بلهاني مريم ناقوس الخطر منددة بتخلي الحكومة عن مرضى التلاسيميا وغياب الإرادة السياسية لعلاجهم. ووصفت البروفيسور بلهاني مرضى التلاسيميا ب"القبر المنسي"، بسبب تعمّد إجهاض كل المبادرات الحسنة التي من شأنها توفير علاج كريم في ظل وجود كفاءات طبية على قدر هام من المهنية. البروفيسور بلهاني دعت أيضا إلى ضرورة توفير مخابر متخصصة لعلاج هذه الفئة وإلى ضرورة إقرار تحاليل للكشف المبكر عن هذا الداء، كما طالبت الحكومة والوزارة الوصية بتوفير الوسائل والامكانيات اللازمة للقيام بعمليات زرع تجنب المصابين رحلة الألم الطويلة، مادام القانون الجزائري يمنع إجهاض المرأة الحامل التي يكون جنينها مصابا بالمرض. وتفتقد الجزائر إلى إحصاءات دقيقة بشأن المصابين بالتلاسيميا أو الحاملين لها ففي سنة 2006 كانت الإحصاءات تشير إلى 750 مصاب فيما يرجح أن تكون قد ارتفعت حاليا إلى حوالي 3000 مصاب حسب تقديرات رئيس جمعية الحياة ونائب رئيس الفيدرالية الوطنية لمرضى التلاسيميا بوجمعة ميسوم الذي أكد أن ولاية سكيكدة لوحدها تسجّل 850 إصابة تليها ولاية الطارف بفارق ضئيل. وركّز المتحدث على ضرورة توحيد الجهود بين الحكومة والأطباء والمرضى وذويهم قصد توفير حياة كريمة لمرضى التلاسيميا بالجزائر.