دعا الشيخ بوعمران، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، "الحراڤة" في أوساط الشباب إلى التوقف عن المخاطرة بحياتهم في قوارب الموت من أجل الإلتحاق بأوروبا، متسائلا "ماذا سيوفر لكم ساركوزي، الذي يهدد بمنع ارتداء الحجاب على المسلمات؟". حمّل الشيخ بوعمران مسؤولية المشاكل التي يتخبط فيها الشباب إلى الإدارة العمومية والجامعة والمدرسة، معتبرا أن أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم مشاكل الشباب هو "الخلط في مفهوم الثقافة التي تلقن للشباب وبين الرقص والغناء بحجة الترفيه"، وقال في هذا الصدد "الرقص ليس ثقافة ولا علاقة له بالثقافة، لأن الثقافة تتجسد في الكتاب وليس في الرقص".وانتقد بوعمران في تصريحات له على هامش الملتقى الدولي حول الشباب بين الأصالة ومسايرة الذي افتتح الاثنين بالعاصمة الجزائر بشدة الأوضاع التي آلت إليها أحوال الشباب الجزائري إلى درجة أن التوظيف أصبح يعتمد على البيروقراطية والمحسوبية والمعرفة في الإدارات العمومية، من لديه "المعرفة" يوظف حتى وإن كان غير حاصل على أي ديبلوم أو شهادة في التخصص المطلوب، أما الشاب الذي ليس له أي "معرفة" فلا يوظف حتى وإن كان حاصلا على شهادات عليا في مختلف التخصصات مما جعل المناصب والمهام توكل إلى غير أهلها في الإدارات العمومية.انتشار البطالة وظاهرة الحراڤة، بسبب حالة الغبن والإقصاء والتهميش والبطالة التي يعيشوها الشباب جراء عدم استقبالهم من طرف الإدارات، وعدم الإستماع لمشاكلهم، وذهب بوعمران إلى أبعد من ذلك حيث وصف أعضاء المجلس الشعبي الوطني بالأميين، وقال انه يوجد من بينهم من لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يفقهون شيئا، معظمهم غير متحصلين حتى على شهادة البكالوريا".وأكد بوعمران على ضرورة أن تؤخذ توصيات هذا الملتقى بعين الإعتبار من طرف الحكومة وترجمتها في الميدان، مشيرا إلى أن ضعف التكفل بالشباب تسبب في ارتفاع نسبة العزوبية في أوساط الشباب إلى درجة أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى وجود 10 ملايين شاب جزائري عازب، كلهم في سن الزواج ولم يتمكنوا من الزواج. كما انتقد بوعمران بشدة صمت أعضاء المجلس الشعبي الوطني، الذين لم يفعلوا شيئا ولم يقدموا أي مقترحات لحل مشاكل الشباب وتحسين أوضاعهم وبقائهم يتفرجون رغم ملاحظتهم لآفات بدأت تستفحل في أوساط الشباب وعلى رأسها "الحراڤة"، مطالبا بضرورة التكفل نفسيا واجتماعيا بالشباب "الحراڤة" الذين يتم اعتقالهم في الشواطئ وفي عرض البحر بدلا من الزج بهم في السجون لمحاكمتهم.