أسدل الستار سهرة أول أمس على برنامج أمير الشعراء بتتويج الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق باللقب في أجواء احتفالية كانت إلى حد بعيد شبيهة بأجواء ستار أكاديمي و برامج الواقع الفنية التي استنسخت منها البرنامج حيث أدى الطلاب الشعراء قصيدة جماعية في البرايم الاخير بدلا من الأغنية الجماعية التي اعتاد طلاب ستار أكاديمي تأديتها كما وفر البرنامج في سهرته الأخيرة التي توجت شاعر لبلد المضيف نفس أجواء الاحتفالات الموسيقية . اتنهى اذن البرنامج الذي احدث ضجة في العالم العربي من المحيط الى الخليج حيث هاجمت بعض الصحف العربية في وقت سابق البرنامج و اعتبرته مثير للنعرات الطائفية و تشجيع القطرية على حساب الانتماء للوطن العربي الكبير حيث كمثال على ذلك فقط كانت قد وصلت رسالةو في السابق الى لجريدة من " رابطة الاخوة و الصداقة الجزائرية الموريطانية تدعو فيه للتصويت للشاعر الموريطاني لانه يمثل المغرب العربي ". و كانت من جملة الانتقادات الموجهة للبرنامج انه يعتمد بشكل اساسي على التصويت عبر الهاتف بالرسائل القصير مما يعني ان المال هو الذي يحدد في النهاية من سيتولى عرش الامارة و ليس الموهبة و الدليل على ذلك ما حدث في الحلقة النهائية للبرنامج اذ كان الكثرون قد رشحو الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي من فلسطين و روضة الحاج من السودان و محمد ولد الطالب من موريطانيا غير امن رسائل الهاتف حسمت الموقف مما يعني ان الامارتيون رفضوا اتن يخرج اللفقب من البلد المضيف و بحسابات بسيطة نجد ان اسعار المكالمات عبر الهاتف كانت غالية خاصة من دول المغرب العربي "250د" الامر الذي قلل من فرصة تاهل المتلرشحين الاخرين. و قد نقلت احدى الصحف العربية انتقادات حادة للبرنامج جاء فيه "وانتقلت المنافسات الجماهيرية عبر ال«SMS» من الغناء الى الشعر، قلعة العرب الحصينة، وشهدنا مؤخراً مسابقة «أمير الشعراء» التي تجري حالياً على قناة أبوظبي. إلا أن لجنة التحكيم تصوت بنسبة 50% للشاعر الأمير المنتخب وللجمهور البقية الباقية من النسبة. وبعد أن كان الشعراء قديما يقفون أمام أبواب السلاطين استجداء للعطاءات، نراهم اليوم يقفون أمام شعوبهم يستجدون الدعم «السمسي» نسبة إلى الSMS. ولك أن ترى الجماهير وكأنها تشجع فرق كرة القدم ببلادها، ترفع علم بلد الشاعر المشارك عاليا أمام الكاميرات، وعلامات النصر بالاصبعين دون أن تهتم بمتابعة القراءة الشعرية لشاعرها. ثم تقرأ على الشريط أسفل الشاشة «أصوّت الى بنت بلادي» أو «أرشح ابن بلدي»، لتتواجه النزعات القومية المتعصبة مع النزعات الجمالية المحايدة في أقسى معاركهما، ونجد ان الغلبة غالباً ما تكون للأولى. ولو كان للنقاد المخضرمين فى لجنة التحكيم ان يقولوا الكلمة الفصل لكانت القيمة الأدبية للجائزة أرفع، ولكنها متطلبات السوق ودخول شركات الاتصالات وأرزاقها على الخط. والعزاء الوحيد أن أمير الشعراء الأول تم اختياره داخل بلده ولم يشارك بقية النقاد العرب في التصويت! " و قد وقف العديد من النقاد ضد البرنامج كون الألقاب حسبهم لا تصنع برسائل الجمهور و اللقب الكبير لا يعني بالضرورة ان صاحبه مبدع كبير برغم كل هذه الانتقادات فان البرنامج حسب البعض الاخر استطاع ان يكشف عن مواهب شابة في النظم و يبقى ان نقول ان مثل هذه البرامج كانت حتمية لغزو ما يعرف ببرامج الواقع و كان لا بد للشعر ان يعود حتى و ان كان عبر بوابة الهاتف النقال و الشاشات الكبيرة . زهية منصر