شهدت منطقة تينزاواتين الحدودية بين الجزائر ومالي أمس مواجهات بين متمردي الطوارق ووحدات من الجيش المالي المرابطة شمال البلاد، حيث شن المتمردون هجوما على عناصر الجيش ادى الى اشتباكات عنيفة بين الجانبين مما ينذر بتصعيد الوضع على الحدود الجزائرية. وكان المتمردون صعدوا من وتيرة أعمالهم في الايام الأخيرة حيث تعرضت طائرة عسكرية أمريكية، كانت تلقي مؤن لقوات حكومية معزولة في شمال مالي، إلى إطلاق النار من قبل المتمردين في منطقة تينزاواتين. ونقلت وكالات الأنباء العالمية عن مصدر دبلوماسي أمريكي قوله "تعرضت طائرتنا لإطلاق نار (..) لكن لم توقع أضرارا. لقد تمكنا من انجاز مهمتنا وعادت الطائرة إلى باماكو"، ليضيف إن "المتمردين (الطوارق) قاموا بذلك" مشيرا إلى أن مهمة تموين الجيش المالي من قبل الجيش الأميركي "قد انتهت". وكان الجيش الأمريكي قام بعمليتي تموين الأولى ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء والثانية الأربعاء لإلقاء مؤن للقوات المالية التي تقاتل متمردين طوارق بزعامة إبراهيم اغ باهانغا 2000 كلم لشمال مالي قرب الحدود مع الجزائر. وتعرضت الطائرة لإطلاق النار أثناء العملية الثانية. وقد صرحت مسؤولة في منظمة غير حكومية تتمركز في شمال مالي في اتصال هاتفي لوكالة الأنباء الفرنسية انه " جرى إطلاق وابلين من الرصاص إلا أن الطائرة ارتفعت في الجو منذ الرشق الأول" لتفادي الرصاص، مضيفة أن "الطائرة اتجهت اثر ذلك نحو غرب تينزاواتين لإلقاء باقي المؤن والعودة أدراجها". ويذكر أن الجزائر بدأت منذ يوم الاثنين الفارط عملية تمويل الجنود الماليين المرابطين بالمؤمن والمواد الغذائية، نزولا عند طلب بالمساعدة قدمته الحكومة المالية للجزائر، وقد أكد مسؤول منطقة كيدال شمال مالي بدأ عملية التمويل في تصريحات نقلتها نفس الوكالة منذ أيام مؤكدا أن "الجيش الجزائري لم يدخل التراب المالي. وكان وزير الخارجية والتعاون الدولي المالي مختار وان قام بزيارة للجزائر يوم 6 سبتمبر الجاري حاملا رسالة من الرئيس المالي أمادو توماني توري يطلب فيها من الرئيس بوتفليقة تدخل الجزائر بالوساطة لمساعدة المالي على السيطرة على الانفلات الأمني الذي تعرفه منطقة شمال مالي من جراء تمرد الطةوارق، كما طلب صراحة مساعدة الجزائر في تموين وحدات الجيش المرابطة في منطقة تينزاواتين الحدودية، أين اختطف رجال اغ باهانغا في 26 و27 أوت عشرات من الأشخاص من العسكريين والمدنيين في محيط المنطقة. ومنذ ذلك التاريخ استعاد 20 رهينة حريتهم بفضل تدخل الجيش المالي أو اثر تمكنهم من الفرار أو الإفراج عنهم. ولا يزال 30 شخصا بحسب الجيش و"35 على الأقل" بحسب الخاطفين رهن الاعتقال. وفي الأول سبتمبر اتهمت الحكومة المالية باهانغا، الذي لم يتقدم باي طلب اثر عملية الخطف، بالسعي إلى السيطرة على المركز الحدودي في تينزاواتين بهدف القيام بعمليات تهريب ولا سيما تهريب المخدرات. وقتل 16 مدنيا على هامش هذه الأحداث وأصيب عدد آخر بجروح يومي 30 و31 أت حين انفجرت شاحنات تقلهم لدى مرورها فوق ألغام قرب الحدود مع الجزائر. وتكثف التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدة ومالي في السنوات الأخيرة خاصة من خلال تدريبات عسكرية مشتركة في إطار مكافحة الإرهاب، حيث تعتبر واشنطن منطقة الصحراء ملجأ لتنظيم القاعدة. وكان آخر تدريب قامت به الولاياتالمتحدة لوحدات من جيوش 14 دولة من المنطقة ضمن مناورات "فلينتلوك 2007" التي دامت من 22 اوت الماضي إلى غاية 7 سبتمبر الجاري وكانت الجزائر ضمن ال14 دولة المشاركة فيها وتركز التدريب بشكل أساسي حول الاستعلام والمحاكاة عبر الكومبيوتر داخل قاعة. غنية قمراوي