تفاجأ سكان حي أحمد زبانا ببلدية حد الصحاري في الجلفة، بأنهم كانوا يزوّدون بمياه "قذرة" من الخزان المائي المتواجد بالحي، بعدما أقدمت السلطات المحلية على نزع الأنابيب الموصولة مباشرة بالخزان من أجل توصيلها ثانية في إطار المشروع الاستعجالي، الذي منحته مصالح الولاية مباشرة بعد انتشار داء حمى التيفوئيد وسط سكان الحي، من أجل إعادة الشبكة الخاصة بقنوات صرف المياه المستعملة، وتوصيل المياه الصالحة للشرب بتكلفة مالية تقدر بمليار و300 مليون سنتيم. وبدأت الأوساخ و"الحمم" تخرج من الخزان الذي تم إنجازه في سنوات الخمسينيات في منظر تشمئز منه الأنفس، إضافة إلى أنه يتم تزويده بالمياه الصالحة للشرب من بئر تقليدية تقع تحت شبكة صرف المياه المستعملة تم إنجازها أيضا في نفس الحقبة الزمنية، وأكدت مصادر موثوقة ل"الشروق " بأن مصالح الري راسلت السلطات المحلية في أكثر من مناسبة من أجل توقيف تشغيل هذه البئر، وذلك لتواجدها بالقرب من أكبر الأودية المتواجدة بوسط المدينة، والتي تعرف فيضانا كبيرا في فصل الشتاء، فضلا عن تواجد البئر تحت شبكة صرف المياه المستعملة مما ينذر بحدوث ما لا يحمد عقباه. وكانت السلطات المحلية قد أوقفت تشغيل هذه البئر بعدما تأكدت بأنها تشكل خطرا على صحة سكان المنطقة سنة 2008، غير أن المجلس البلدي السابق أعاد تشغيلها وتموين الخزان المتواجد بحي أحمد زبانا منها، مما أدى إلى حدوث الكارثة وانتشار وباء التيفوئيد وسط سكان الحي، كما أكد بعض الأخصائيين بأن الخزان المتواجد بحي أحمد زبانا لا يمكن بأي حال من الأحوال استعماله مستقبلا، لأنه يبقى حاملا للفيروسات مهما عولجت وفي حالة تزويد السكان منه فإن احتمال عودة الوباء واردة.