* قال وزير الدفاع الفرنسي، هرفييه موران، إثر الاعتداءات على مدينة بومباي الهندية وماخلفته من صدى، في ربوع العالم، إن التعاون الأمني بين باريس ودول المغرب العربي، ولاسيما الجزائر، أخذ أبعادا "غير مألوفة" ولقي تجاوبا غير منتظر. * وأوضح موران في لقاء نشرته أمس الأحد أسبوعية "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية أن التشاور بين أجهزة الأمن الفرنسية والمغاربية يمليه "نمو" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي تمكن من نسج خيوطه في منطقة الساحل. * وأكد مسؤول الوزارة الوصية عن الدفاع ومديرية الأمن الخارجي (جهاز التجسس والعمليات خارج فرنسا) أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو الذي يشكل "أكبر انشغال أمني" بالنسبة لفرنسا. * وعلق هرفييه موران على سلسلة اعتداءات مدينة بومباي الهندية بقوله إنه لا يوجد بلد واحد بإمكانه تجنب ضربات إرهابية، الأمر الذي يفرض على جميع الدول التعاون الأمني وتبادل المعلومات حول التنظيمات الجهادية. * وعن سؤال حول حقيقة التهديدات الأمنية التي تواجه الرعايا الفرنسيين القائمين ببلدان المغرب العربي، قال هرفييه موران إن "مستوى التهديدات" لم يأخذ بعدا يدفع بوزير إلى "نصح الناس بتفادي السفر"، غير أنه اعترف بحقيقة الخطر الذي قد يواجه تحركات جماعية شبيهة بحجم كوكبة رالي السيارات. * كما أشار الوزير إلى أن بعض المناطق التي تشكل خطرا على أمن الرعايا الفرنسيين، وذكر في هذا السياق موريتانيا بسبب تحركات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وسواحل الصومال نظرا لنشاط القرصنة. * من جهته، قال لويس كابريولي، الخبير الفرنسي في الشؤون الأمنية والرجل الثاني السابق في جهاز الأمن الداخلي "الدي أس تي" (مديرية مراقبة الإقليم)، إن النشاط الإرهابي بلغ مرحلة جديدة مع ضربات مدينة بومباي. * وأشار ذات المسؤول الذي يعمل حاليا لمكتب "جيوس" للاستشارات الأمنية إلى أن ما حدث في العاصمة الاقتصادية للهند يوحي بتغيير في تعامل التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى توغل "قوة خاصة" بأتم معنى الكلمة إلى المدينة عبر البحر لتنفيذ هجماتها، وهو ما يشكل تطورا كبيرا مقارنة بالاعتداءات السابقة.