عبر القاضي الفرنسي المكلف بقضايا الإرهاب جان لويس بريغيير عن اهتمام بلاده الأقصى بتحركات الإرهابيين في منطقة شمال إفريقيا، مؤكدا قيام "قوس إسلامي متطرف" في بلدان المغرب العربي تحت قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال والذي يهدد مباشرة فرنسا. واعتبر القاضي في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أمس، أنه على فرنسا التأقلم مع الوضع الجديد والتهديدات من نوع آخر، مثلما فعلت دائما في مثل هذه الوضعيات، مبرزا أهمية أن تحول الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها للقاعدة في بلاد المغرب، وفي تاريخ 11 سبتمبر بالذات، مما لا يمكن تفسيره في نظره، إلا "مبايعة للقاعدة" وذلك بيان واضح "لإرادة معلنة من أجل بناء تنظيم جهوي" الشيء الذي وصفه ب"أمر غير مسبوق". وأضاف القاضي الفرنسي يقول لوكالة الأنباء الفرنسية إن كل الظروف مهيأة من أجل استهداف فرنسا أو بعبارة أخرى فرنسا هي الهدف من إعادة هيكلة الجماعات المسلحة بالمغرب العربي، فقد بينت الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسبه، قدرتها في استيعاب باقي التنظيمات والحركات المتشددة في المنطقة مثل الجماعة الإسلامية للجهاد الليبية، الجماعة الإسلامية للجهاد المغربية والجماعة الإسلامية للجهاد التونسية، وهذه "تشكل في حد ذاتها قوسا إسلاميا"، يملك مخططات لدول الجنوب والساحل أيضا. وعن العملية التي قام بها انتحاري مغربي في مدينة الدارالبيضاء المغربية يوم الأحد، عندما فجر نفسه بأحد محلات الانترنت، قال بريغيير "ذلك مؤشر على أن العملية كان مخطط لها أن تحصل في مكان آخر، وذلك دليل على أن الوضع أصعب مما يظهر عليه ولا يخص دولة المغرب لوحدها". وفي خطاب ألقاه أمام الجمعية الفرنسية - الأمريكية منتصف فيفري الماضي، بنيويورك كان قاضي قضايا الإرهاب الشهير قد أشار إلى التهديدات المتصاعدة ضد دول أوربا ومصالحها مثل فرنسا، اسبانيا وإيطاليا بسبب الحرب على العراق، مبينا أن مؤشر العمليات الإرهابية والتفجيرات ضد أوربا مرتفع و"في تزايد مستمر"، معتبرا أن انضمام الجماعة السلفية لتنظيم القاعدة يشكل "تهديدا بدرجة خطورة شديدة". كما أكد القاضي في خطابه أن سبب تطرف الجهاديين المتزايد هو الحرب التي تخوضها أمريكا ضد العراق، مما جعل هؤلاء يبينون لأمريكا والعالم أن وسائلهم لم يصبها الفشل منذ أحداث 11 سبتمبر، ليكشف أنه "في الوقت الذي كانت فيه الدول الغربية تحصن نفسها بإجراءات استثنائية لمكافحة الإرهاب الإسلامي، تكفل الإرهابيون بتطوير استراتيجية عالمية للقتال"، مصنفا الخطر المحدق بفرنسا خاصة من الدرجة الرابعة في سلم يضم 5 درجات... وواصل بريغيير حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية أمس، بالقول "من الناحية العملية نعلم أنه منذ سنة 2004 هناك اتصالات فعلية على أرض الواقع بين الحركات المسلحة في المغرب العربي، وتنقل العناصر من بلد إلى آخر تضمنه الجماعة السلفية". ويأتي حديث القاضي الفرنسي عن التهديدات الإرهابية ضد فرنسا لوكالة الأنباء الفرنسية أمس، بعدما سبق له التعبير عن نفس الأفكار في مناسبات سابقة، مباشرة بعد حديث واشنطن ولندن عن تهديدات إرهابية ضد مصالح الغربيين في الجزائر، في سياق تدلي كل دولة من هذه الدول بدلوها لتأكيد وجود الخطر الإرهابي القادم إلى الغرب من الجزائر، ومن ثم ضرورة أن تتحرك هذه الأخيرة لحماية مصالحها، خاصة وأن وزير الخارجية محمد بجاوي أعلن رفض الجزائر القاطع لإقامة أي نوع من القواعد العسكرية الأجنبية على تراب الجزائر، تحت أية ذريعة كانت. غنية قمراوي:[email protected]