اعتبرت منظمة "أنترناسيونال كرايسز غروب"، لأول مرة منذ عدة سنوات، أن الوضع الأمني في الجزائر تدهور مقارنة بالأشهر الماضية لاسيما بعد الاعتداءات الإرهابية التي حصدت شهر سبتمبر أرواح عشرات من الجزائريين الأبرياء . وفي تقرير شهري صدر أول أمس، في طبعته الخمسين، أدرجت المنظمة غير الحكومية التي يرأسها، غاريت إفانس، ومقرها بروكسل، الجزائر في خانة المناطق التي تشهد تدهورا أمنيا يهدد استقرارها، وقال التقرير الذي إطلعت عليه "الشروق اليومي"، أن الوضع في الجزائر عرف "تدهورا خلال شهر سبتمبر المنصرم"، مقارنة بالأشهر الماضية و السنوات الماضية . تقرير "أنترناسيونال كرايسز غروب"، الذي يصدر كل شهر، سجل بأن "الوضع تدهور في الجزائر"، على غرار 10 بقع أخرى من العالم، ويتعلق الأمر بكل من: بورندي، بورما، جمهورية كونغو الديمقراطية، إريتريا، أثيويبا، جزر فيجي، لبنان، النيبال، شمال القوقاز، الصومال ولبنان. وإستنادا إلى التقرير دائما، فإن الوضع الأمني بالجزائر "تدحرج" من المستقر إلى المتدهور، علما أن منظمة "انترناشيونال كرايسز غروب" تعتمد في تقييمها للأزمات ودرجة المخاطر عبر العالم، على ثلاثة أصناف، الأول يخص المناطق التي تعرف وضعا متدهورا، والثاني خاص بالمناطق التي تشهد تحسنا في الأوضاع، فيما يتعلق الصنف الثالث بالمناطق التي تعرف استقرارا أمنيا، وهي الدرجة التي كانت الجزائر مصنفة ضمنها منذ عدة سنوات. وتبعا للتقرير الشهري الجديد لمنظمة "أنترناسيونال كرايسز غروب"، فإن الوضع الأمني بالجزائر انتقل خلال شهر سبتمبر الماضي، من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الأولى(..) !، وسجل التقرير أن الإعتداءات الإرهابية، خاصة التفجيرات الإنتحارية كانت أساسا ضد المدنيين وكذا الأهداف الرسمية، ممثلة في مصالح الأمن. ووجهت "كرايسز غروب" أصابع الإتهام إلى التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، حيث أبرزت الوثيقة بأن هذا التنظيم الإرهابي هو المسؤول الأول عن التدهور الأمني في الجزائر، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية التي نفذتها "القاعدة" في سبتمبر الماضي، خلفت مقتل 75 شخصا، كما أثار التقرير قلقه من التفجير الإنتحاري الذي كان يستهدف موكب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بولاية باتنة مطلع الشهر الماضي، عندما كان في زيارة عمل وتفقد، وهو الإعتداء الذي خلف عشرات القتلى وسط المواطنين الأبرياء. ووفق تصنيف "كرايسز غروب"، فإن الوضع في الجزائر أصبح في نفس الخانة الذي توجد بها بعض الدول التي تعيش حروبا ومواجهات مسلحة. وترى المنظمة حسب تقريرها وتصنيفها الأخير، بأن الأوضاع في دول كالتشاد ولايبيريا وسيراليون أحسن من الوضع في الجزائر، علما أن التقرير الخاص بشهر سبتمبر، عاين تطور الأوضاع عبر 57 بؤرة عبر العالم، من بينها الجزائر. وتجدر الإشارة، إلى أن "أنترناسيونال كرايسز غروب"، في تقريرها الخاص بشهر أوت الماضي، إعتبرت الوضع الأمني في الجزائر مستقرا، وأن هذه الأخيرة لم تكن محل قلق أو مخاطر أمنية. ويأتي تقرير "كرايسز غروب"، في سياق عودة الدوائر الاجنبية إلى قنص التطورات الأمنية في الجزائر، خاصة بعد تحول تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، غير أن مراقبين يسجلون نبرة التهويل والتضخيم المعتمد من هاته الدوائر في تقييمها للوضع الأمني بالجزائر، ومع ذلك كان "الوضع مستقرا"، فلماذا يتحول إلى "متدهور" بالنسبة لهذه المنظمة . ج/لعلامي