كمال منصاري كثرت في المدة الاخيرة التحذيرات في العواصم الأوروبية بخصوص الوضع الأمني في الجزائر و تعددت معه تبريرات الأجهزة الحكومية و غير الحكومية بشان ما تصفه بخطر تنظيم القاعدة على دول غرب أوروبا و عن رعاياها المقيمين في الجزائر . و كثرت أيضا في الآونة الأخيرة مداخلات و تحاليل خبراء الفرنسيون عبر القنوات الإعلامية بشان ما يصفونه بالخطر المحدق بفرنسا بعد ما صدرت تقارير استخباراتية فرنسية تلوح إلى احتمال قيام تنظيم القاعدة بعمليات واسعة النطاق فوق التراب الفرنسي. وقد ازدادت وتيرة هذه التحذيرات منذ العملية الانتحارية التي استهدفت رئيس الجمهورية في باتنة ثم الهجوم الإرهابي ضد عمال الشركة رازل بالاخضرية و كذا محاولة اختطاف فرنسيين يشتغلان في مطار هواري بومدين الدولي تجهل إلى حد الساعة هويتهما . هذه التحذيرات تلتها هذا الأسبوع رحيل عائلات العمال الأجانب المقيمين في الجزائر على رأسهم عمال شركة ميشلان الفرنسية .و يأتي تقرر منظمة "انترناشيونال كرايسز غورب" مكتب دراسة النزاعات في العالم ليواكب التيار حيث اعتبر لأول مرة مند سنة 1999 أن الجزائر قد هوت إلى حافة التصدع و القلاقل . هذا التقييم المفاجئ من منظمة معروفة بمصداقية تحليلها للنزاعات في العالم مثير للاستغراب في الوقت الذي يؤكد فيه عديد من الخبراء بان الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في طريق الاستقرار ليس بفضل المصالحة الوطنية بل لان العنف لم يعد كما كان عليه في سنوات النار و الدمار. تكرار التحذيرات بشان الجزائر و الترويج لها عن طريق وسائل الإعلام و السفارات تعط بالضرورة انطباع بان هناك اجماع أو تكتل في بعض العواصمالغربية على أن الجزائر سقطت مرة أخرى في قبضة الارهاب الهمجي و أن مدنها و قراها تعج بأوكار الإرهاب و يتعين بالتالي تفاديها. كثرة هذه التحذيرات تثير أيضا تساؤلات بشان ما إذا كانت ثمة نية في تعفين الوضع في الجزائر ثم عزلها عليها الجزائر كما تذكر بروائح الماضي وهي حتما روائح كريهة و غالبا ما كانت مشبوهة المصدر.