تشن هذه الأيام وحدات الدرك الوطني حملات توعية للشباب والقصر قصد حمايتهم من التورط في عمليات إرهابية خاصة بعدما اعتمد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي سياسة تجنيد الأطفال والمراهقين لاستغلالهم في تنفيذ العمليات الانتحارية بعد إيهامهم بأفكار متطرفة او الجهاد في العراق . و تأتي هذه العملية يايعاز من السلطات العليا للتصدي لما حدث مع نبيل منفذ عملية تفجير ثكنة الحرس البحري بدلس شرق العاصمة، و منفذ انفجار "باتنة" المستهدف لموكب الرئيس ، وغيرهم من الذين غرر بهم وماتوا في أعمال إجرامية وآخرون خلال عمليات انتحارية خاصة بعد التحريات الأخيرة التي أكدت أن ولاية "بومرداس" شرق العاصمة تشهد هذه الأيام حملات نشر الفكر التكفيري و الخطب المتطرفة بين الشباب والقصر لتجنيد دفعات جديدة سيما بعدما أُلقي القبض على عدد من المراهقين من منطقة الثنية بذات الولاية تتراوح أعمارهم بين 13 و16 سنة التحقوا بمعسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بعدما اختفوا في ظروف غامضة. وتقوم مصالح الدرك الوطني بمساعدة الوحدات الإقليمية بتحقيقات قضائية، وحملات تحسيسة ترتكز على معاينة و تحليل خريطة الإجرام في الجزائر حيث احتضنت ولاية بومرداس أول أمس الاثنين يوما تحسيسيا حضره شباب، أطفال، مربون، رجال قانون، وأئمة، تم من خلالها فتح باب النقاش للشباب ومحاولة التقرب منهم والإجابة عن انشغالاتهم واستفساراتهم سعيا لحمايتهم من الانحراف، وتوريطهم في عمليات إرهابية يكونون هم ضحاياها بعدما زُيّنت لهم الصورة وقيل لهم أنهم أبطالا ومجاهدين. وارتبطت التفجيرات الأخيرة بشباب في مرحلة المراهقة التي تعد إحدى المراحل الأساسية والخطيرة جدا في حياة الفرد، حيث تتوجه الجماعات الإرهابية إلى الشباب الذين تعرضوا إلى مشاكل اجتماعية أدت بهم إلى الانحراف باعتبار أن المخدرات هي المغذي الرئيسي للجريمة كما أنها تُسهّل من استغلال هؤلاء الشباب في الاعتداءات والعمليات الانتحارية.حيث تسعى الجماعات الإرهابية وراء الشباب البائس الضائع باعتباره فريسة يسهل السيطرة عليها،بعدما تفطنت عقول الكبار وأصبح من الصعب جدا التغرير بهم. وتلعب هذه الجماعات أساسا على عاطفة المراهقين الذين لم يبلغوا حتى سن التفريق بين ماهو خير وما هو شر، خاصة وان اغلب المجندين الجدد لم يذوقوا ويلات الأزمة ولم يعايشوا العشرية السوداء، ليتم إغرائهم في بادئ الأمر، وإقناعهم بأفكار متطرفة باسم الإسلام ثم إيهامهم أنهم مطاردون من طرف قوات الأمن، ليجدوا أنفسهم تحت الضغوط والانتقادات التي تجرهم إلى تعاطي المخدرات لينتهي بهم الأمر إلى الجريمة ويتم توريطهم، ليتحولوا إلى قنابل بشرية، وينفذون العمليات الانتحارية وهم تحت تأثير المخدرات. وفي هذا الصدد تروي "زهرة بوكعولة" اخصائية نفسانية على مستوى خلية الأحداث التابعة للدرك الوطني المسؤولية على الآباء ،إذ يجدر بهم متابعة أبنائهم والتبليغ عن اختفائهم ليتسنى للمصالح المختصة تداركهم قبل دخول عالم الجريمة الذي لا يعرف له مخرجا كما حدث مع الشباب الذين فجروا أنفسهم، وكانوا أولى الضحايا.ولمن يجهل خطورة تأثير المخدرات تسرد الأخصائية النفسانية وقائع أخ اعتدى على أخته جنسيا لتنجب منه طفلا كانت الشروق قد نشرت تفاصيلها سابقا، أي أن تعاطي المخدرات يولد لدى الشخص غريزة حيوانية بعد أن يصبح مدمنا عليها. ولهذا السبب تسعى هذه الجماعات إلى تمويل هؤلاء الشباب بالمخدرات لتسهيل السيطرة عليهم وزرع أفكار متطرفة في أذهانهم. في حين أكد شيخ زاوية الثعالبي بمنطقة "يسر" في بومرداس أن هذه الأعمال الإرهابية غريبة كل البعد عن ديننا الحنيف ولا مجال لإسنادها أو تنفيذها باسم الإسلام الذي لا ينص إلا على العفو والتسامح والرحمة والعدل والبر حتى مع الذين لا يدينون بديننا وان كانوا يهودا ونصارى مستشهدا في ذلك بآيات من الذكر المبين، معتبرا أن زرع مثل هذه الأفكار التكفيرية وكذا تناول المخدرات والمهلوسات كلها نتاج غياب الوازع الديني و الفراغ الروحي. هذا وقد أفادت تحقيقات سابقة مع القصر الذين تم القبض عليهم بتهمة الانتساب إلى الجماعات الإرهابية انه تم العثور بحوزتهم على هواتف نقالة مزودة ببطاقات شحن يتحصلون عليها من الإرهابيين لتسهيل الاتصال بينهم كما أفضت عمليات تفتيش بيوتهم بالعثور على أقراص مضغوطة تشيد بالإرهاب وتتضمن نشاطات تنظيم القاعدة. ريم.أ