تحتضن العاصمة السودانية الخرطوم وعلى مدى يومين مؤتمرا يشارك فيه عدد من وزراء الخارجية العرب إلى جانب الأمين العام للجامعة عمرو موسى. ويبحث المؤتمر كيفية دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور . كما يشارك فيه أيضا منظمات إنسانية و جهات أجنبية بصفة مراقب. وقالت مصادر دبلوماسية أن الدول العربية ستتبرع بنحو 300 مليون دولار لجهود الإغاثة. علما أن السودان يتلقى نحو مليار دولار سنويا مساعدات من الأممالمتحدة معظمها من الدول الغربية.حسب ما تؤكد بعض التقارير الإخبارية .. من جهة أخرى ، يحاول الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة عبثا إنقاذ محادثات السلام حول دارفور والتي تحتضنها مدينة سيرت الليبية منذ يوم السبت الماضي. فالمؤتمر يواصل أشغاله بمشاركة وفد الحكومة السودانية وستة فصائل صغيرة . في حين تغيب عنه ثمانية فصائل منبثقة من حركتا جيش تحرير السودان و حركة العدل والمساواة ،وكذلك تيار عبد الواحد محمد النور المنفى فى باريس.. ورغم أن الحكومة السودانية كانت قد مهدت الأرضية لإنجاح هذا الحدث عبر إعلانها عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في الإقليم الواقع غرب السودان، إلا أن احتمالات الفشل بقيت تخيم على المؤتمر، سيما وأن العقيد معمر القذافي كان قد قطع الآمال في اليوم الأول لافتتاح المؤتمر بقوله "أرى أن هذا المؤتمر يجب أن يتوقف الآن ". وبدورها طالبت الفصائل المشاركة بتعليق المؤتمر إلى غاية إقناع الفصائل المقاطعة بالالتحاق ،غير أن ممثلي الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة أصرا على موقفهما القاضي بضرورة مواصلة المحادثات بين الطرفين المشاركين في هذه المرحلة الأولى من اللقاءات الهادفة إلى جمع أطراف الأزمة الدارفورية على طاولة حوار ومفاوضات .. وتتضمن خطة قدمها ممثلو الأممالمتحدة ثلاث مراحل أولها "مشاورات متقدمة" في سيرت. اما المرحلة الثانية فتتضمن "استعدادات" والتوصل إلى "توافق داخلي". وفي المرحلة الثالثة يجري المتمردون السودانيون والحكومة "مفاوضات فعلية".. ويؤكد المتحدث باسم الوسطاء ، نور الدين المازني أن المباحثات الحالية، تتناول "جوهر وشكل" عملية السلام ،مشيرا إلى أنها ستتواصل بحضور ممثلين آخرين للمجتمع الدولي ودول الجوار، حيث سيتم إشراك ممثلين عن المجتمع المدني في دارفور. و قد شرع مبعوثون الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في زيارة إلى السودان في محاولة لإقناع المتمردين الذين قاطعوا المباحثات بالانضمام إليها. وتسعى الرعاية الإفريقية والأممية إلى توسيع المشاركة في مؤتمر سيرت خشية منها من تكرار ما حدث في أبوجا النيجيرية عام 2006 ،حيث وقعت الحكومة السودانية اتفاقا مع فصيل واحد فقط .. وكانت الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي قد هددا بمعاقبة الفصائل التي تعرقل مساعي السلام في الإقليم الواقع غرب السودان.. وتضع الفصائل المقاطعة العديد من الشروط مقابل مشاركتها في أي محادثات سلام في الإقليم المضطرب منذ عام 2003 .ومن بين تلك الشروط : دخول القوات الأممية إلى إقليم دارفور قبل أي تسوية سياسية. ومشاركة جميع الأطراف ذات الصلة بشأن دارفور.و نزع سلاح الجنجويد و التعويض الفوري للنازحين واللاجئين الدارفوريين و تمثيل سكان دارفور في السلطة والثروة .. ويذكر أن بعض الفصائل اعترضت على عقد المؤتمر في ليبيا .. ل //ل