انطلقت أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم وعلى مدار يومين أعمال المؤتمر العربي لدعم ومعالجة الأوضاع الانسانية في اقليم دارفور تزامنا مع استمرار مفاوضات سيرت· ويشارك في هذا المؤتمر الأول من نوعه عربيا أكثر من 45 دولة عربية ومنظمة انسانية فضلا عن مشاركة جهات أجنبية بصفة مراقب· وتتركز أشغال المؤتمر الذي يحضره أيضا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على سبل معالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة في الاقليم والوقف على حجم المشاكل هناك بهدف وضع الحلول الانسانية· وفي كلمة له خلال جلسة الافتتاح، أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير على أهمية توفير احتياجات المتأثرين من الحرب في اقليم دارفور لاستكمال بناء السلام فيه· وقال أن هذا الأمر يقوم على انجاز عمليات اعادة التوطين والتأهيل والاعمار والتنمية التي تعتبر من بين أهم أولويات حكومته منذ توقيع اتفاق أبوجا للسلام حول دارفور في ماي 2006· غير أن مفاوضات السلام حول دارفور التي تحتضنها مدينة سرت الليبية منذ بداية الأسبوع فرضت نفسها على المؤتمر وحتى قبيل انطلاقه· فقد استبق أمين الشؤون الافريقية الليبي أشغال المؤتمر بالمطالبة بفرض عقوبات قاسية على من لم يتجاوب مع مساعي السلام في دارفور، في اشارة واضحة الى الفصائل المتمردة التي قاطعت المحادثات· من جانبه دعا الرئيس السوداني كل الحركات المتمردة في الاقليم الى الإنضمام للعملية السلمية والالتحاق بالمفاوضات التي قال أن حكومته مهدت لنجاحها بإعلانها وقفا لإطلاق النار من جانب واحد· ويتزامن مؤتمر الخرطوم مع استمرار مفاوضات السلام حول دارفور بمدينة سرت الليبية رغم مقاطعة سبعة فصائل متمردة لها· وتتواصل المباحثات بين الحكومة السودانية والفصائل المتمردة المشاركة على شكل اجتماعات ثنائية مغلقة برعاية منظمتي الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي· غير أنه ورغم استمرار هذه المحادثات إلا أن مؤشرات فشلها تبقي قائمة في ظل اصرار أهم فصيلين في اقليم دارفور وهما حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة على المقاطعة .