سلم منذ حوالي أسبوع، إرهابي نفسه لمصالح الأمن بولاية عين الدفلى، ويعتبر من قدماء نشطاء العمل المسلح، ودل هذا الإرهابي التائب أجهزة مكافحة الإرهاب، على عدة ملاجئ تستخدم كمخابئ للإرهابيين ومخازن للأسلحة والمؤونة ومراكز عبور، وذلك على محور عين الدفلى، تيبازة، المدية إلى غاية ولاية تيسمسيلت، كما تم توقيف عدة أشخاص يرجح أنهم ينتمون لشبكات الدعم والإسناد. أفادت مصادر أمنية ل"الشروق اليومي"، أن المدعو (ب.محمد) البالغ من العمر 54 عاما والمنحدر من منطقة جمعة عمورة الواقعة بالمنطقة الحدودية بين عين الدفلى والمدية، قد سلم نفسه إلى مصالح الأمن بولاية عين الدفلى وينتمي إلى الجيل الأول للإرهابيين، حيث التحق بتنظيم "الجماعة السنية للدعوة والقتال"، تحت إمارة المدعو عبد القادر صوان، التي كانت تنشط بمنطقة الوسط وتم تكليفه بإمارة عدة كتائب وخلايا إرهابية قبل أن يقرر مؤخرا تطليق النشاط المسلح بعد حوالي 14 عاما "لانحرافه واقتناعه بعدم جدوى الاستمرار فيه"، إضافة إلى الوضع الداخلي المتردي في ظل انعدام المؤونة بسبب الحصار وقلة عدد الأفراد -حسب ما تسرب ل"الشروق"- من التحقيق معه الذي يجرى في سرية على خلفية المعلومات التي أدلى بها ووصفها مصدر قريب من التحقيق ب"الهامة جدا".وكانت قوات الجيش قد باشرت عمليات تمشيط واسعة بناء على معلومات هذا الإرهابي على محور عين الدفلى-المدية، حيث أسفرت في حصيلة أولية عن تدمير العديد من الملاجئ التي كان يستخدمها الإرهابيون كمخابئ لهم ومخازن للأسلحة والمؤونة وأخرى "آمنة"، تم استحداثها مؤخرا للتحصن بها في عمليات التمشيط، ولاتزال هذه العمليات جارية مثلما علمت "الشروق اليومي"، وقد شنت قوات الأمن حملة توقيفات واسعة، مؤخرا، بناء على معلومات وسط مشتبه فيهم بهذه المناطق، يرجح أنهم ينتمون إلى شبكات الدعم والإسناد.وتمكنت قوات الجيش خلال الأشهر الأخيرة من تنفيذ عمليات نوعية مكنت من القضاء على قياديين وتفكيك العديد من القواعد الخلفية للتنظيمات الإرهابية بفضل تعاون إرهابيين سلموا أنفسهم على خلفية التفجيرات الانتحارية التي أثارت موجة استياء وانشقاقات في صفوف التنظيمات الإرهابية النشطة في الساحة منها تنظيم "الجماعة السنية للدعوة والقتال" التي تبرأ أميرها الحالي "لسلوس المدني" المدعو "عاصم" من العمليات الانتحارية، ودعا أتباعه الى الالتزام بما وصفه "ضوابط الجهاد".وتتحفظ أجهزة الأمن في الكشف عن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم منذ العمليتين الانتحاريتين في 11 أفريل الماضي "لإعتبارات التحقيق"، بينما تؤكد مصادر أمنية أن عدد هؤلاء يتجاوز11 إرهابيا أغلبهم ينشطون تحت لواء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تحت إمارة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، وقد تأثروا بالدراسة الشرعية التي نشرها سليم الأفغاني أمير ما يسمى ب"جماعة حماة الدعوة السلفية"، التي أكد انها "عمليات انتحارية وإجرامية وغير شرعية".