ستعرف تكلفة العمرة لرمضان 2008 ارتفاعا كبيرا سيقارب تكلفة الحج، وسترتفع تكلفة الحج بدورها هذه السنة، بسبب مشروع توسعة الحرم المكي الذي سيقضي على عدد كبير من الفنادق والعمائر ينتج عنه عجز في العرض للسنوات القادمة مقابل الطلب المتزايد. أكد مصدر على صلة بملف الحج والعمرة ل"الشروق اليومي"، أن التكلفة لأداء المنسكين سترتفع ارتفاعا محسوسا هذه السنة بسبب تراجع هياكل الاستقبال، بعد شروع السلطات السعودية في إنجاز مشروع توسعة الحرم بمكةالمكرمة، الذي سيشمل هدم عدد كبير من البنايات منها فنادق وعمائر تقع في المحيط القريب للحرم، وسينتج عن ذلك تراجع العرض في هياكل الاستقبال مقابل الطلب المرتفع. وقد أكد ذلك وكلاء سعوديون لمتعامليهم من وكالات السياحة والسفر الجزائريين حيث طلبوا منهم سرعة التحرك بالحجز وشراء الخدمات قبل فوات الأوان.وسيؤدي هدم الفنادق القريبة من الحرم المكي إلى غلاء المتبقية منها، وستختص مكةالمكرمة بظاهرة غلاء الإقامات بسبب هذا المشروع وسينعكس ذلك على سعر عمرة رمضان والحج من بعدها، وسيكون ذلك عكس توقعات بعض الملاحظين بانخفاض تكلفة الحج بعد تنصيب ديوان الحج والعمرة ذي الطابع التجاري.وأضافت مصادر أخرى، أن إقدام وزارة الشؤون الدينية على منع الوكالات السياحية من نقل المعتمرين برا زاد في رفع تكلفة العمرة والضغط على طلب المقاعد في الطائرات بشكل كبير، حيث تأكد ارتفاع الطلب على عمرة المولد النبوي لهذه السنة ب27 ألف مقعد وفرت الخطوط الجوية الجزائرية منها 17605 مقعد شملتها 127 رحلة جوية.للتذكير أشار أحد المهنيين العاملين في تنظيم رحلات العمرة أن التكلفة الحالية للعمرة تبلغ 10 ملايين ونصف مليون سنتيم، 70 % منها سعر تذكرة السفر التي بلغ سعرها لدى الخطوط الجوية الجزائرية 7 ملايين و700 دج مقابل 7 ملايين ونصف مليون سنتيم لدى الخطوط الجوية السعودية، بينما لا يبلغ سعر الخدمات الأخرى من إقامة في مكة والمدينة ونقل ومزارات، إضافة إلى هامش ربح الوكالة السياحية إلا 30 ألف دينار أو يزيد قليلا، علما أن سعر التذكرة يرتفع ب6000 دج لعمرة رمضان.وفي الوقت الذي يشتكي فيه أصحاب الوكالات غير المعتمدة من حرمانهم من الحجز في الطائرات لزبائنهم، أكد المدير التجاري للجوية الجزائرية أن مسؤولية الشركة أمام السلطات السعودية كاملة في حال ما نقلت معتمرين لوكالة لا تعمل وفق الشروط المنصوص عليها من قبل السلطات الجزائرية والسعودية، حيث تضطر شركة الطيران إلى دفع غرامات مالية للسعودية في حال نقلت معتمرين مع وكالة مخالفة للقانون.وقد نظمت سفارة السعودية بالجزائر هذا الأمر بحث الشركتين على عدم التعامل مع الوكالات غير المعتمدة، وذلك ما نظم الأمور بصفة جيدة، لكن المتعاملين يتمنون تعميمها على باقي شركات الطيران الأجنبية التي تنظم رحلات العمرة كي يغلق باب المضاربة نهائيا.كما كشف مصدرنا أن هناك وكالات سياحية غير معتمدة تتحصل على مقاعد في طائرات مختلف الشركات وتقوم ببيعها (بزنسة) للوكالات المعتمدة التي تضطر لذلك بفعل الضغط وعدم توفر المقاعد حسب الرغبة والطلب.