لا تزال فئة عريضة من المصابين بإعاقة الصمم تعيش وطأة التهميش والحرمان مثل باقي المعوّقين الذين يتخبّطون في مشاكل جمّة في مقدّمتها ما يرتبط أساسا بالتكفل والعناية الصحية التي أصبحت أكثر من مطلب بعدما أثبت التقدم والتطور العلمي إمكانية التخلص من الصمم بإجراء عمليات لزرع الأعضاء، غير أن الواقع ببلادنا بات بعيدا كل البعد عن مواكبة هذه البحوث الجديرة بالاهتمام والراميّة إلى رفع الغبن على عدد كبير ممن حرموا من وظائف هذه الحاسة بسبب تعرضهم لحوادث أدت إلى إعاقتهم أو إصابتهم بالصمم منذ الولادة. وكشف رئيس جمعية الأخصائيين في أمراض الأنف والحنجرة والأذن أن حوالي 700 طفل يولدون سنويا بإعاقة الصمم ببلادنا وهو رقم يستدعي تكثيف الجهود والزيادة من وتيرة التكفل الاجتماعي والصحي بهذه الفئة خاصة أن أغلب العمليات الجراحية لزرع الأعضاء الحساسة على مستوى الأذن تجرى بالخارج و هو ما يثقل كاهل المعوقين الذين يعيش أغلبهم على وقع الحرمان والاحتياج ولا تكون الالتفاتة إلى مشاكلهم إلاّ مناسباتيّة فحسب. فبالرغم من إعلان الشروع في أول عملية الزرع على المستوى الوطني بمستشفى تلمسان الجامعي إلا أن ذلك يبقى بعيدا عن إتاحة الفرصة لمئات المصابين بالصمم الذين باتوا يعيشون على أمل استرجاع "حاسة السمع". من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للفيديرالية الوطنية للصم البكم على هامش يوم إعلامي احتضنه مؤخرا مجلس قضاء وهران، عن ضرورة تسهيل اللجوء إلى القضاء لفئة المعوقين والفئات الضعيفة وتمكين هذه الفئة من المجتمع من المعلومة القانونية لتعريفها بحقوقها، حيث ذكر أن الوضعية التي تعيشها فئة الصم والبكم أصبحت جد حرجة و مقلقة جرّاء معاناتها من صعوبات جمة أثناء استخراج الوثائق الإدارية نظرا لغياب أجنحة خاصة بشريحة المعوقين. إضافة إلى مشكل التأطير بمدارس الصم البكم والذي يطرح هو الآخر عدة إشكالات نظرا لنقص التكوين بالنسبة للموظفين الذين يتعاملون مع هذه الفئة، في حين تبقى المشاريع التي تندرج في هذا الإطار تعرف عدة تعثرات بسبب نقص الإمكانات المادية وفي مقدمتها الأجهزة الصوتية التي تسهل عملية التواصل مع شريحة الصم البكم. كمال يعقيل