هددت "جماعة المرابطون"، التي أنشئت حديثا في أزواد شمال مالي، بعد اتحاد جماعتي "الملثمون" و"التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" باستهداف الفرنسيين خلال السنة القادمة ردا على مواصلة القوات الفرنسية حربها في شمال مالي. وقالت "جماعة المرابطون" في بيان مطول أصدرته وحصلت وكالة نواكشوط للأنباء على نسخة منه، خصص لتقديم حصيلة سنة من المواجهات مع القوات الفرنسية، والإفريقية في شمال مالي، إن من سماهم المجاهدين تمكنوا بعد فترة من العمل الدؤوب على لملمة شمل الناس في أزواد، بعد أن عانوا لعقود طويلة كما يقول البيان من سلطة القهر والظلم والاستبداد والميز العنصري الذي عاشته المنطقة "تحت سيطرة الحكومة المالية التي تربت في أحضان الحكومة الفرنسية". ووصف البيان الذي كان يقرأه متحدث باسم "الجماعة" القوات الفرنسية والإفريقية المتحالفة معها في أزواد بجحافل الباطل، الذين تحركوا تحت شعار الحرية والديمقراطية واستعادة الوضع السابق. واتهم القوات الفرنسية بإذلال السكان الأبرياء وإهانتهم وقتلهم، مضيفا أن فرنسا لم تتوقف عند محاربة المسؤولين عن تطبيق الشريعة الإسلامية في أزواد، بل تعدتها إلى قتل بسطاء المسلمين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال، يتبعون مواشيهم في الصحراء، القاحلة، وإلى مدارس الأطفال التي يتعلمون فيها حروف الأبجدية والقرءان الكريم، وهكذا استيقظ سكان مدينة غاوا يضيف البيان على أول قصف جوي عنيف يستهدف مدرسة قرءانية كانوا يتعلمون فيها القرآن والصلاة وأصبحت المنازل والمساكن عرضة يومية للاقتحام بحجة البحث عن المسلحين، "وهو ما أثار هلعا وخوفا في صفوف النساء والأطفال وتعرضت بعض الخيام والأحياء البدوية للقصف بالمروحيات وكان القتل والتفجير مصير الأبرياء والسكان" على حد قول البيان . وأكد بيان "جماعة المرابطون" التي أسسها المختار بلمختار زعيم "الملثمون" وأحمد التلمسي زعيم جماعة التوحيد والجهاد، بعد تحالف جماعتيهما، أكد أن من سماهم المجاهدين لن يسكتوا على الظلم وعلى حرب الإسلام والمسلمين، مضيفا أنه "إن علا صوت الباطل يوما فالأيام بيننا دول"، مهددا بالقول إن "فرنسا وشعبها سيذوقون عاقبة أمرهم ونتيجة عدوانهم، فلا يلومون إلا أنفسهم"، وذكر البيان بما لحق بدول أخرى كبيرة كأمريكا والاتحاد السوفيتي "على يد المجاهدين". كما تعهدت "جماعة المرابطون" بمواصلة استهداف حلفاء فرنسا بالاقتحامات والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والصواريخ، مؤكدة أنها استهدفتهم بها خلال العام الماضي، وعليهم أن يستعدوا للمزيد منها خلال العام القادم، وأضاف البيان ان المسلحين الإسلاميين يواجهون "فرنسا التي تخوض حربا ضد المد الإسلامي، واستباحت شرع الله وبيضة الإسلام ورملت النساء ويتمت الأطفال وانتهكت الحرمات. وبدأ البيان في تقديم حصيلة العام المنصرم، بسرد تفاصيل عن عميلة احتجاز عشرات الرهائن الغربيين في مجمع تيغنتورين للغاز في عين آميناس بجنوب الجزائر خلال شهر جانفي عام 2013، والتي قال البيان إنها جاءت بعد أن فتحت الجزائر أجواءها للطائرات الفرنسية التي تقصف أزواد، وكذلك تقديمها للدعم الاستخباراتي واللوجستي للحرب الدائرة في أزواد كما يقول البيان ثم تطرق البيان للاشتباكات التي حصلت في غاوا مع القوات الفرنسية، عشية وصولها إلى مدينة غاوا في شهر جانفي عام 2013، مضيفا أن أول معركة في غاوا استمرت عدة ساعات وتكبد الفرنسيون فيها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وفي نفس الشهر ثم استهداف رتل من القوات الفرنسية والمالية وتشادية والنيجرية والبوركينابية بعبوة نافسة أثناء توجهه من بامكو إلى غاوا، وبالتحديد في شمال مدينة غوسي ، كما تحدث البيان عن معركة ضارية قال إنها وقعت بين مقاتلين تابعين للتنظيم كانوا في مهمة استطلاعية، والمروحيات الفرنسية، وكذلك قصف لمطار غاوا بالصواريخ في نفس الشهر. وقدم البيان حصيلة للعمليات العسكرية التي نفذها مقاتلو التنظيم خلال السنة الماضية، وهي العمليات التي تمت على مرحلتين، أولها نفذتها جماعتا التوحيد والجهاد والملثمون قبل انصهارهما في جماعة واحدة، أما المرحلة الثانية من العمليات فهي العلميات التي تمت بعد انضمام الحركتين في تنظيم واحد خلال شهر أوت الماضي. تجدر الإشارة إلى أن جماعة المرابطون هي تنظيم جديد أعلن عن ميلاده في شهر أوت الماضي، بعد اتحاد جماعتين منشقتين عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، هما "جماعة الملثمون" بقيادة مختار بلمختار، وجماعة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا بقيادة أحمد ولد عامر.