عقب نشر الشروق اليومي أول أمس، لموضوع وجود جثث "حراڤة" بمستشفيات مدينتي صفاقس وبنزرت التونسيتين، هبت عشرات عائلات "الحراڤة" من شرق البلاد خلال اليومين الأخيرين، باتجاه تونس، بحثا عن جثث أبنائها، المرمية داخل مستشفيات مدينة صفاقس. وحسب مصادر مطلعة، فإن عطلة نهاية الأسبوع المنقضية، قد عرفت تنقل أزيد من 50 شخصا، من مختلف مناطق شرق البلاد، التي نخرها فيروس "الحرڤة" نحو إيطاليا، وقد راح هؤلاء وأغلبهم من أولئك الذين فقدوا الأمل في عودة فلذات أكبادهم أحياء إلى بيوتهم، بالنظر لانقطاع الإتصال معهم، منذ أول يوم من ركوبهم البحر نحو (مقبرة) الأحلام، جزيرة سردينيا الإيطالية، يطرقون أبواب مكاتب مصالح الأمن والدرك التونسيين، وكذا قيادة حراسة السواحل، بحثا لديهم عن محاضر وتقارير بانتشال جثث مجهولة الهوية وتحويلها إلى المصالح الخاصة بمستشفيات المدن الساحلية. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن المتنقلين أمس وأول أمس، إلى تونس بحثا عن ضحاياهم، قد كانت لهم لقاءات مع المصالح الرسمية التونسية سمحت لهم بالاطلاع على الجثث العشر المتواجدة لدى وزارة الصحة التونسية، ولم يؤكد ذات المصدر ما إذا كان أشخاص قد تعرفوا على موتاهم أم لا، مشيرا إلى أنه حتى في حالة ثبوت التعرف على هوياتهم، فإن إجراءات التحويل والموافقة على الدفن تستغرق مدة زمنية طويلة نوعا ما، بالنظر للإجراءات القانونية المشروطة، يأتي على رأسها اختبار تحليل الحمض النووي ADN، وأكد ذات المصدر أن المصالح التونسية تتعامل مع هذه القضية بطرق عقلانية، واضعة كل الإمكانات المادية والمعنوية أمام العائلات الجزائرية التي تأمل في العثور على جثث أبنائها الذين ضاعوا بين أمواج بحر المتوسط، سيما أن قائمة المفقودين لحد الساعة بمدينة عنابة لوحدها، تضم 27 شخصا، دون ذكر الولايات الأخرى المجاورة، على غرار الطارف وسكيكدة. ز/ أحمد